{فاطِرُ السَّماواتِ} قرئ بالرفع والجر؛ فالرفع على أنه أحد أخبار {ذَلِكُمْ}، أو خبر مبتدأ محذوف، والجرّ على: فحكمه إلى الله فاطر السماوات، و {ذلِكُمُ} إلى {أُنِيبُ}: اعتراض بين الصفة والموصوف.
{جَعَلَ لَكُمْ} خلق لكم {مِنْ أَنْفُسِكُمْ} من جنسكم من الناس {أَزْواجًا وَمِنَ الْأَنْعامِ أَزْواجًا} أي: خلق من الأنعام أزواجًا. ومعناه: وخلق للأنعام أيضًا من أنفسها أزواجًا، {يَذْرَؤُكُمْ} يكثركم، يقال: ذرأ الله الخلق: بثهم وكثرهم،
قوله:({يَذْرَؤُكُمْ} يكثركم، يقال: ذرأ الله الخلق: بثهم): النهاية: "ذرأ الله الخلق يذرؤهم ذرءًا: إذا خلقهم. وكأن الذرء مختص بخلق الذرية". الراغب:"الذرية: أصلها الصغار من الأولاد، وإن كانت تقع على الصغار والكبار معًا في المتعارف، ويستعمل في الواحد والجماعة، وأصلها الجمع، قال تعالى:{ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ}[آل عمران: ٣٤]، وقال تعالى:{ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ}[الإسراء: ٣]، وفيها ثلاثة أقوال: قيل: هو من: ذرأ الله الخلق، فترك همزه، كروية وبرية. وقيل: أصله: ذروية. وقيل: هو فعلية، من الذر، نحو: قمرية".