للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وروي أنه قال لهم: إن شئتم قتلتموهم، وإن شئتم فاديتموهم، واستشهد منكم بعدّتهم، فقالوا: بل نأخذ الفداء، فاستشهدوا بأحد".

وكان فداء الأسارى عشرين أوقية، وفداء العباس أربعين أوقية. وعن محمد بن سيرين: كان فداؤهم مئة أوقية، والأوقية: أربعون درهما وستة دنانير.

وروى: أنهم لما أخذوا الفداء نزلت الآية، فدخل عمر على رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو وأبو بكر يبكيان، فقال: يا رسول الله أخبرني، فإن وجدت بكاء بكيت، وإن لم أجد بكاء تباكيت، فقال: أبكى على أصحابك في أخذهم الفداء، ولقد عرض علىّ عذابهم أدنى من هذه الشجرة - لشجرة قريبة منه.

وروى أنه قال: لو نزل عذاب من السماء لما نجا منه غير عمرو سعد بن معاذ"، لقوله: كان الإثخان في القتل أحب إلىّ.

(عَرَضَ الدُّنْيا): حطامها، سمى بذلك لأنه حدث قليل اللبث، يريد الفداء

(وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ) يعنى: ما هو سبب الجنة من إعزاز الإسلام بالإثخان في القتل، وقرئ: "يريدون" بالياء،

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قوله: ((عَرَضَ الدُّنْيَا): حُطامها)، الراغب: "العرض: ما لا ثبات له، ومنه استعار المتكلمون العرض لما لا ثبات له إلا بالجوهر، كاللون والطعم، وقيل: "الدنيا عرض حاضر"، تنبيهاً على أن لا ثبات لها".

<<  <  ج: ص:  >  >>