(وَمَنِ اتَّبَعَكَ) الواو بمعنى "مع" وما بعده: منصوب، تقول: حسبك وزيداً درهم، ولا تجرّ؛ لأنّ عطف الظاهر المجرور على المكني ممتنع، قال:
فَحَسْبُكَ وَالضَّحَّاكَ عَضْبٌ مُهَنَّدُ
والمعنى: كفاك وكفى أتباعك من المؤمنين الله ناصراً، أو يكون في محل الرفع: أي: كفاك الله وكفاك المؤمنون.
وهذه الآية نزلت بالبيداء في غزوة بدر قبل القتال، وعن ابن عباس رضي الله عنه نزلت في إسلام عمر، وعن سعيد بن جبير: أنه أسلم مع النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة وثلاثون رجلا وست نسوة، ثم أسلم عمر رضي الله عنه، فنزلت.
قلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد، يصرفها كيف يشاء". رواه مسلم عن عبد الله بن عمرو، وأحمد بن حنبل عن أم سلمة.
ومن حكمته: أن دبر أمورهم هذا التدبير العجيب، وأحدث فيهم من التواد والتحاب، ونظم ألفتهم وجمع كلمتهم، لأن الفاصلة كالتعليل للتأليف، ولابد من مناسبة لتخصيص الصفتين.
قوله:(فحسبك والضحاك عضب مهند): أوله:
إذا كانت الهيجاء وانشقت العصا
وانشقاق العصا: عبارة عن التفرق، ونصب "الضحاك" بقوله: "فحسبك"، لأنه في معنى: يكفيك، يقول: إذا كان يوم الحرب ووقع الخلاف بينكم فحسبكم مع الضحاك سيف هندي.