وقرأ عمرو بن عبيد:(وإنْ يُسْتَعْتَبوا) على ما لم يُسَمَّ فاعلُه، (فما هم مِن المعتِبين): بكسر التاء (١)؛ أي: إنْ سُئِلوا بأنْ يعملوا بما يُرْضون به ربَّهم لم يفعلوا؛ أي: لم يُمكنهم ذلك ولم يَقْدِروا عليه؛ لأنَّهم فارَقوا دار المِحْنَة والعمل.
ويُقال: عتِبَ على فلان؛ أي: وجَدَ عليه مَوْجِد، فعاتبَه؛ أي: خاطبَه بإظهار المَوْجِدَةِ، فاستعتبَه؛ أي: استرضاه، فأعتبَه؛ أي: أرضاه، والعُتْبى: الرِّضى إذا زال سببُ المَوْجِدَةِ.
وقيل: هو على القلب، {مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ}: الدنيا؛ لأنَّها حاضِرةٌ لهم؛ كما يُقال: قدَّمْتُ المائدةَ بين يديه، {وَمَا خَلْفَهُمْ}: الآخرة؛ لأنَّها مِن بَعد هذا تأتيهم.
(١) ذكرها ابن جني في "المحتسب" (٢/ ٢٤٥)، وابن عطية في "المحرر الوجيز" (٥/ ١٢) عن الحسن وعمرو بن عبيد وموسى الأسواري.