{فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ}: ويجوز أنْ يكون نفْسُ الظنِّ هو المُهْلِكَ، فإنَّ ظنَّه أنَّ اللَّه لا يعلم ما عمِلَه كفرٌ منه، وهو مُهْلِكٌ.
وقولُه تعالى:{فَإِنْ يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ}: أي: إنْ صبَروا أو لم يصبِروا فلا مَخْلَصَ لهم منها، فإن قوله:{وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا}: معناه: وإنْ لم يصبروا واستَعْتَبوا، وهو كقوله:{فَاصْبِرُوا أَوْ لَا تَصْبِرُوا سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ}[الطور: ١٦].
وقيل: هو على قوله: {وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ}[ص: ٦]{وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ}؛ أي: لو التمَسوا الكَفَّ عنهم وإزالةَ ما هم فيه بمسألة العُتْبى -وهو إظهار الرِّضا بأنْ يضمَنوا أنْ لا يعودوا إلى ما كانوا عليه- لم يُعْتَبوا؛ أي: لم يُجابوا إلى ذلك، وقد استعتبتُه فأعتبَني؛ أي: استرضيتُه فأرضاني.