إحيائهم بعد موتهم، لأنَّ إحياءَ الحيِّ لا يُتصوَّر، ثم قال:{ثُمَّ يُمِيتُكُمْ}؛ أي: بعد هذه الحياة، ثم {يَجْمَعُكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ}[الجاثية: ٢٦]؛ أي: يَبعثكم للجزاء.
والثالثة: هذه الآية {وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا}؛ أي: في أرحام أمَّهاتكم {فَأَحْيَاكُمْ} بالوِلاد {ثُمَّ يُمِيتُكُمْ} في الدُّنيا {ثُمَّ يُحْيِيكُمْ} في القبر {ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} بالبعث يوم القيامة.
ومنها: قوله تعالى: {فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا}[طه: ١٢٤]، روى أبو سعيد الخدريُّ رضي اللَّه تعالى عنه عن النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- أنَّه فسَّره بعذاب القبر (١).
وقوله تعالى:{ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}: (ثم) يجيء على سبعةِ أوجه:
(١) رواه الحاكم في "المستدرك" (٣٤٣٩) وقال: صحيح على شرط مسلم.