للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال الحسن: هو عطفٌ على قوله: {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ. . . كَمَا أَنْزَلْنَا}؛ أي: تفضَّلْنا عليك بهذا كما تفضَّلْنا بهذا (١).

وقال ابن عباس رضي اللَّه عنهما: {الْمُقْتَسِمِينَ}: مِن مشركي العرب، وكانوا اثني عشر رجلًا (٢).

وقال مقاتل: كانوا ستَّة عشرَ رجلًا، بعثهم الوليد بن المغيرة في أيَّام الموسم حتَّى قعدوا على أنقابِ مكَّة ودروبها وأبوابها، فإذا جاء الحُجَّاج قال فريق منهم: لا تغترُّوا بالخارج منا المدَّعي للنُّبوَّة فإنَّه مجنون. وقالت طائفةٌ أخرى: إنَّه كاهن. وقالت طائفة ثالثة على طريق ثالث (٣): إنَّه (٤) عرَّاف. وقالت طائفةٌ أخرى: شاعر. والوليدُ قاعدٌ على باب المسجد، نصَّبوه حكَمًا، فإذا سُئِلَ عن رسولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: صدق هؤلاء (٥)؛ يعني: المقتسمين (٦).

وسُمُّوا مقتسمين لأنَّهم اقتسموا أنقاب مكة.


(١) ذكره مقاتل. انظر: "تفسير مقاتل" (٢/ ٤٣٦)، وذكره ابن الجوزي في "زاد المسير" (٤/ ٤١٧) عن مقاتل.
(٢) ذكره الواحدي في "البسيط" (١٢/ ٦٥٨) من رواية عطاء عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما، إلا أنه ذكر أنهم ما بين ثمانية وثلاثين إلى الأربعين. وقد صح عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما أنهم أهل الكتاب، رواه البخاري (٤٧٠٥)، والطبري في "تفسيره" (١٤/ ١٢٩ - ١٣٠). وسنذكر لفظه قريبًا.
(٣) "على طريق ثالث" ليس في (ف).
(٤) في (أ): "هو".
(٥) في (أ): "أولئك".
(٦) انظر: "تفسير مقاتل" (٢/ ٤٣٨)، وذكره الثعلبي في "تفسيره" (٥/ ٣٥٢ - ٣٥٣)، والواحدي في "البسيط" (١٢/ ٦٥٨).