للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الاضطجاعُ، استأداهم الشكرَ له في كلِّ نعمةٍ على كلِّ حال من تلك الأحوال، ومدحهم على ذلك إذا فعلوا (١).

وقوله تعالى: {وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}: أي: للاستدلال (٢).

وقوله تعالى: {رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا} فيه إضمارُ القول (٣)، تقديره: يقولون: يا (٤) ربنا ما خلقتَ هذا، أشار إلى قوله: {خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}، ولو أشار إلى السماوات والأرض لقال: هذه.

وقوله تعالى: {بَاطِلًا} يجوز أن يكون مفعولًا ثانيًا لقوله: {خَلَقْتَ} كما في قوله تعالى: {أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا} [الإسراء: ٦١].

ويجوز أن يكون منصوبًا بنزع الخافض، وتقديره: لباطل، أو: على باطل، وهو كقوله: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (٣٨) مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ}، وقولهِ تعالى: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا} [المؤمنون: ١١٥]، ومعناه: ما خلقتَه باطلًا (٥) عبثًا، بل دليلًا عليك وعلى وحدانيتك وكمالِ قدرتك ولمصالح عبادك.

وقوله تعالى: {سُبْحَانَكَ}: أي: تنزهت عن أن تخلق شيئًا عبثًا، وقيل: تقدَّستَ عن كل عيب.

وقوله تعالى: {فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} مر تفسيره.


(١) انظر: "تأويلات أهل السنة" (٢/ ٥٦١).
(٢) في (ف): "استدلالًا".
(٣) في (ر): "للقول". وفي هامش (أ): "قوله: {بَاطِلًا} مفعول له، وقيل: حال من {هَذَا} المعنى: ما خلقت شيئًا إلا بحكمة".
(٤) "يا" من (أ). وجاء في (أ) و (ف): "ويقولون" بالواو في أوله.
(٥) "باطلًا" ليس من (ف).