للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

مسطح شيئاً أبداً، بعد ما قال لعائشة، فأنزل الله: {وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (١) فقال أبو بكر: بلى، والله إني لأحبُّ أن يغفر الله لي، فرجع إلى مسطحٍ الذي كان يجري عليه، وقال: والله لا أنزعها منه أبداً. قالت عائشة: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل زينب بنت جحشٍ عن أمري، فقال: يا زينبُ، ما علمت؟ ما رأيت؟ فقالت: يا رسول الله، أحمي سمعي وبصري، والله ما علمت عليها إلا خيراً، قالت عائشة: وهي التي كانت تُساميني من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، فعصمها الله بالورع، قالت عائشة: وطفقت أختها حمنةُ تحاربُ لها، فهلكت فيمن هلك من أصحاب الإفك.

قال ابن شهاب: فهذا الذي بلغني من حديث هؤلاء الرهْطِ.

ومن الرواة من زاد: قال عروة: قالت عائشة: والله إن الرجل الذي قيل له ما قيل، ليقول: سبحان الله! فوالذي نفسي بيده، ما كشفت من كنف أنثى، قالت: ثم قتل بعد ذلك في سبيل الله.

وفي رواية (٢) أخرى عن عُروة عن عائشة قالت: لما ذُكر من شأني الذي ذُكر، وما علمت به، قام رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيباً، فتشهَّد، فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله، ثم قال: أما بعد، فأشيرُوا عليَّ في أناس أبنوا أهلي، وأيمُ الله، ما علمت على أهلي من سوء قطُّ، وأبنوهم بمن والله ما علمت عليه من سوءٍ قطُّ، ولا دخل بيتي قطُّ إلا وأنا حاضرٌ، ولا غبتُ في سفرٍ إلا غاب معي، فقام سعد بن معاذ، فقال: إئذن لي يا رسول الله: أن نضرب أعناقهم، وقام رجلٌ من بني الخزرج - وكانت أم حسان من رهطِ ذلك الرجل- فقال: كذبت والله: أن لو كانوا من الأوس ما أحببت أن تُضربَ


= (أحمي سمعي) حميتُ سمعي وبصري: إذا منعتُهما من أن أنسب إليهما ما لم يُدركاه.
(تُساميني) المساماةُ: مفاعلةٌ من السموِّ والعلو: أي أنها تطلب من السمو والعلو مثل الذي أطلب.
(فعصمها الله بالورع) أي منعها بالمعدلة، ومجانبة ما لا يحل.
(كنف) الكنف: الجانب، والمراد: ما كشفت على امرأةٍ ما سترته من نفسها، إشارة إلى التعفف.
(أبنوا أهلي) ذكروهم بسوء.
(١) التوبة: ٢٢.
(٢) مسلم (٤/ ٢١٣٧، ٢١٣٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>