(جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم) لم أر من ذكر اسم هذا الأعرابي (فقال) الأعرابي لرسول الله صلى الله عليه وسلم: (علمني) يا رسول الله (كلامًا) يقربني إلى الله سبحانه (أقوله) وأتخذه ذكرًا ووردًا فـ (قال) له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قل لا إله إلا الله وحده لا شريك له الله أكبر كبيرًا) منصوب بفعل محذوف تقديره كبرت كبيرًا أو ذكرت كبيرًا على ما قاله بعض النحويين أو على الحال من الضمير المستكن في الخبر (والحمد لله كثيرًا) منصوب على أنه نعت لمصدر محذوف فكأنه قال: أحمد الله حمدًا كثيرًا (سبحان الله رب العالمين لا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم، قال) الأعرابي: (فهؤلاء) الكلمات هي أوصاف (لربي) وثناء له (فما لي) أي فما الذي أذكره لحقي وحظي فدله صلى الله عليه وسلم على دعاء يشمل له مصالح الدنيا والآخرة ف (قال) له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قل) إن أردت ما يخصك من الدعاء (اللهم اغفر لي) ذنوبي السالفة (وارحمني) بنعمك المتوالية (واهدني) إلى السبيل الموصل لي إليك (وارزقني) ما أستعين به على ذلك ويغنيني عن غيرك "وعافني" أي سلمني من بلاء الدنيا والآخرة، وقال القرطبي:(وعافني) عما ينقض لي شيئًا أو ينقصه (قال موسى) بن عبد الله الجهني (أما) لفظة (عافني فأنا أتوهم) وأظن أن مصعبًا قالها حين حدثني هذا الحديث (وما أدري) أي وما أتيقن أنه قالها يريد أنه ليس بجازم بكون هذا اللفظ من الحديث، وهذا من كلام ابن نمير (ولم يذكر) أبو بكر (بن أبي شيبة في حديثه) وروايته (قول موسى) الجهني هذا. وهذا الحديث انفرد به الإمام مسلم عن أصحاب الأمهات ولكنه شاركه أحمد [١/ ١٨٥].
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى سادسًا لحديث أبي هريرة الأول بحديث طارق بن أشيم رضي الله عنهما فقال: