للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

قَالَ: وَكَانَ أَنَسٌ، إِذَا أَرَادَ أَنْ يَدْعُوَ بِدَعْوَةٍ، دَعَا بِهَا. فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَدْعُوَ بِدُعَاءٍ، دَعَا بِهَا فِيهِ.

٦٦٧٢ - (٠٠) (٠٠) حدّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُعَاذٍ، حَدَّثَنَا أَبِي. حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النارِ"

ــ

وقال القرطبي: وإنما كانت هذه الدعوة أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لأنها من الدعوات الجوامع التي تتضمن خير الدنيا والآخرة وذلك أن حسنة نكرة في سياق الطلب فكانت عامة فكأنه قال أعطني كل حالة حسنة في الدنيا والآخرة، وقد اختلفت أقوال المفسرين في الآية اختلافًا كثيرًا يدل على عدم التوقيف وعلى قلة التأمل لموضع الكلمات فقيل الحسنة في الدنيا هي العلم والعبادة وفي الآخرة الجنّة، وقيل العاقبة والعافية، وقيل المال وحسن المآل، وقيل المرأة الصالحة والحور العين، والصحيح الحمل على العموم والله أعلم اه من المفهم.

(قال) عبد العزيز: (وكان أنس) دائمًا (إذا أراد أن يدعو دعوة) أي بحاجة (دعا بها) أي بهذه الكلمات المذكورة فقط (فإذا أراد أن يدعو بدعاء) آخر غير هذه الكلمات المذكورة (دعا بها) أي بهذه الكلمات المذكورة (فيه) أي في ذلك الدعاء الآخر أي معه والمعنى إذا أراد أنس أن يدعو بحاجة من حوائجه دعا بهذه الكلمات وإذا أراد أن يدعو بدعاء آخر دعا بها أي ذكر هذه الكلمات فيه أي مع ذلك الدعاء الآخر فلا يترك هذه الكلمات في أي دعاء سواء اقتصر عليها أو ذكرها مع دعاء آخر فهو مواظب على الدعاء بها.

وشارك المؤلف في هذا الحديث أحمد [٣/ ٢٠٨]، والبخاري في الدعوات [٦٣٨٩] وفي غيرها، وأبو داود في الصلاة باب الاستغفار [١٥١٩].

ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث أنس رضي الله عنه فقال:

٦٦٧٢ - (٠٠) (٠٠) (حَدَّثَنَا عبيد الله بن معاذ حَدَّثَنَا أبي) معاذ بن معاذ العنبري البصري (حَدَّثَنَا شعبة عن ثابت عن أنس) رضي الله عنه. وهذا السند من خماسياته، غرضه بيان متابعة ثابت لعبد العزيز (قال) أنس: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم) دائمًا (يقول): اللهم (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار).

<<  <  ج: ص:  >  >>