٦٦٧٠ - (٢٦٦٨)(١٦)(حَدَّثَنَا محمد بن حاتم بن ميمون) السمين البغدادي، صدوق، من (١٠) روى عنه في (١١) بابًا (حَدَّثَنَا بهز) بن أسد العمي البصري، ثقة، من (٩)(حَدَّثَنَا وهيب) بن خالد بن عجلان الباهلي البصري، ثقة، من (٧) روى عنه في (١٤) بابًا (حَدَّثَنَا سهيل) بن أبي صالح (عن أبيه) أبي صالح السمان (عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال): وهذا السند من سداسياته (أن لله تبارك وتعالى ملائكة سيّارة) أي سائرين في أرجاء الأرض ونواحيها كما يدل على هذا المعنى رواية ابن حبان في صحيحه (سياحين في الأرض) ورواية البخاري (إن لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر فإذا وجدوا قومًا يذكرون الله تنادوا هلموا إلى حاجتكم)(فضلًا) بفتح الفاء وسكون الضاد وبالنصب على أنَّه صفة لسيارة وهو رواية جمهور مشايخ الصحيحين فيهما وهو في الأصل مصدر بمعنى الفضلة والزيادة ولكن هو هنا جمع فاضل جاء على صورة المصدر كجلوس وقعود جمع جالس وقاعد فهو بمعنى فاضلين، والمعنى إن لله ملائكة سياحين زائدين على الحفظة وغيرهم من المرتبين الموظفين على أمور الخلائق فهؤلاء السيارة لا وظيفة لهم إلَّا السياحة في الأرض وإنما مقصودهم طلب حلق الذكر.
قال النووي: قوله: (فضلًا) ضبطوه على أوجه أرجحها وأشهرها في بلادنا (فضلًا) بضمتين، والثانية (فضلًا) بضم فسكون، ورجحها بعضهم وادعى أنها أكثر وأصوب، والثالثة (فضلًا) بفتح فسكون مع النصب، قال القاضي: هكذا الرواية عند جمهور شيوخنا في البخاري ومسلم كما جرينا عليها في حلنا وهي الصواب، والرابعة (فضل) بضمتين مع الرفع على أنَّه خبر مبتدأ محذوف، والخامسة (فضلاء) على وزن علماء جمع فاضل قال العلماء: معناه على جميع الروايات أنهم ملائكة زائدون على الحفظة وغيرهم من المرتبين مع الخلائق فهؤلاء السيارة لا وظيفة لهم وإنما مقصودهم حلق الذكر اه. (قلت): والصواب الرواية التي عليها حلنا كما قال القاضي.
وقوله:(يتبعون مجالس الذكر) صفة ثالثة لملائكة أي يتتبعون ويبحثون ويفتشون