وقال قائل: ومما يفسد قول الأخفش أن الكلمة الأخيرة في البيت قد تستوعب الحروف والحركات اللوازم للقافية، وقد لا تستوعب ذلك. ويلزم الشاعر تكرار ما هو خارج عنها، نحو:(مالها) فإن ألف (ما) في غير الكلمة الأخيرة وهي ردف لابد منها. وكذلك (كلاهما) ألف (كلا) تأسيس لابد من تكرارها. وإذا اختلف الردف أو التأسيس قيل: اختلفت القوافي. فالقافية على هذا ما اشتمل على اللازم من الحروف والحركات، وهذا هو الذي صار إليه الخليل.
قال الأخفش: كل قافية سلمت من الفساد في الشعر التام دون المجزوء والمشطور والمنهوك فإنها تسمى (النصب)، لأنها وردت في شعر تام سليمة من العيب تكاملت أجزاء شعرها، وترنم بها.
والنصب: الغناء، ولعل هذا الذي نحن فيه سمي نصبًا من ذلك. وتسمى أيضًا القافية الموصوفة بما ذكرته:(البأو). وتسمى العرب القافية المعيبة الفاسدة:(التحريد). وذكر الأخفش أنهم لم يعينوا لهذا الاسم رعيبًا بعينه، إلا أنهم يطلقونه على غير