والظاهر: أن المرادَ تفضيلُهما في تغييرِ الشيبِ بهما على غيرِهما، لا بيانُ كيفيةِ التغيير.
* * *
٣٤٤٤ - عن ابن عبَّاسٍ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه قال: "يكونُ قومٌ في آخرِ الزَّمانِ يخضبُونَ بهذا السَّوَادِ، كحَوَاصلِ الحَمَامِ، لا يَجدُون رائحةَ الجنَّةِ".
"عن ابن عباسٍ - رضي الله تعالى عنهما -، عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم قال: يكونُ قوم في آخرِ الزمانِ يَخْضبُون"؛ أي: الشعرَ الأبيضَ "بهذا السَّوَادِ كحواصلِ الحَمَام"؛ أي: في برقه، وحوصلةُ الحَمَام معدتُه، والمرادُ هنا صدرُه، وليس جميعُ الحمائِمِ حواصِلُها سود بل بعضُها.
"لا يجدُون رائحةَ الجَئة"، يرادُ به التهديدُ والتَّشْدِيدُ.
* * *
٣٤٤٥ - عن ابن عمرَ - رضي الله عنهما -: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كانَ يلبَسُ النِّعالَ السِّبْتيَّة، ويُصَفّرُ لحيتَهُ بالوَرْسِ والزَّعفرانِ، وكانَ ابن عمَر - رضي الله عنه - يفعلُ ذلكَ.
"عن ابن عمَر - رضي الله تعالى عنهما -: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كان يلبَسُ النِّعالَ السَّبْتيةِ"، والسَّبْتُ - بالكسر -: جلودُ البقر المدبوغة بالقرظ، وهو ورق السلم يُتَّخَذُ منها النعال، سُمّيت بها؛ لأن شعورَها قد سُبتَ عنها؛ أي: حُلِقَتْ وأُزيلتْ بالدّبَاغ.