قلت: إن كان مراده بالضعيف حديث معاذ وحده فمسلم، لكنه لم يرد من طريقين بل ورد من طريق واحدة، وإن كان مراده الحديث من أصله فباطل من وجهين، أحدهما: أنه ليس بضعيف، لأن حديث عمرو بن غيلان رجاله ثقات كما نقله الشارح نفسه في الكبير عن المصنف في الفتاوى، وانضمام حديث معاذ إليه يزيده قوة فيكون صحيحًا أو حسنا كما رمز له المصنف.
ثانيهما: أنه ليس له طريقان فقط بل طرق متعددة مها المذكوران، ومها حديث فضالة بن عبيد وأبي هريرة ونقادة الأسدي.
أما حديث فضالة فذكره المصنف بعد هذا.
وأما حديث أبي هريرة فقال الدينوري في المجالسة:
حدثنا إسماعيل بن إسحاق ثنا يحيى بن عبد الحميد ثنا أبو بكر بن عياش عن عبد اللَّه بن سعيد عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه قال:"اللهم من أحبني فارزقه العفاف والكفاف، ومن أبغضني فأكثر ماله وولده"، وقال ابن شاهين: ثنا عمر بن الحسن بن علي ثنا يحيى بن إسماعيل ثنا جعفر بن علي الجريري ثنا سيف -يعني: ابن عمر- عن عبد اللَّه بن سعيد بن أبي هند عن جده عن أبي هريرة به.
وأما حديث نقادة فقال الدينوري في المجالسة:
حدثنا جعفر ثنا أحمد بن عبد الملك بن واقد الحراني وعفان بن مسلم الصفار جميعا يزيد أحدهما على الآخر قالا: حدثنا غسان بن برزين ثنا أبو المنهال سيار بن سلامة عن البراء السليطي عن نقادة الأسدي قال: "بعثني رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى رجل يستمنحه ناقة له وإن الرجل رده، فبعثني إلى آخر سواه فبعث بها إليه فقال نقادة: فجئت بها أقودها فلما أبصرها رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: اللهم بارك فيها وفيمن أرسل بها. فقلت: يا رسول اللَّه وفيمن جاء بها؟ قال: وفيمن جاء بها، ثم أمر بها رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فحلبت فدرت فقال: اللهم أكثر مال فلان