الصحيح، وهو وإن كان كذلك إلا أنه معلول بالانقطاع بدليل الطريق الثاني الذي أخرجه أحمد أيضًا عن قتيبة بن سعيد عن ليث عن يحيى بن سعيد عن محمد بن يحيى بن حبان عن لؤلؤة عن أبي صرمة به، وهذا هو السند الثاني في كلام الهيثمي، وهو كالأول رجاله رجال الصحيح، إلا أن فيه زيادة ذكر لؤلؤة، وهي التي بينت أن السند الأول منقطع.
ورواه البخاري في الأدب المفرد من طريقين عن يحيى بن سعيد في كل منهما إثبات الواسطة، فرواه أولًا عن عمرو بن خالد عن الليث كما سبق بذكر لؤلؤة، ثم رواه عن أحمد بن يونس عن زهير عن يحيى عن محمد بن يحيى فقال: عن مولى لهم عن أبي صرمة، وأظن لفظ المولى تحرف عن مولاة، فقد أخرجه الدولابي في الكنى [١/ ٤٠] عن إسحاق بن سويد عن إسماعيل بن أبي إويس عن سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد عن محمد بن يحيى عن لؤلؤة عن أبي صرمة به لفظ: "اللهم إن الغنى وغنى الموالي"، وأخرج أيضًا [١/ ٤٠] بهذا الإسناد من رواية يحيى بن سعيد عن محمد بن يحيى بن حيان عن مولاة لهم عن أبي صرمة مرفوعًا: "من ضارَّ ضارَّ اللَّه به، ومن شان شان اللَّه عليه".
وقال في الكبير: ابن أبي موسى الأشعري، واسمه الحارث أو عمارة أو عامر، سمع عليا وعائشة، وولى قضاء الكوفة، ورواه عنه -أيضًا- الحاكم في المستدرك باللفظ المزبور، وصححه، وأقره عليه الذهبي، بل رواه أحمد باللفظ المذكور، قال الهيثمي: رجاله ثقات اهـ. فلو عزاه المصنف له لكان أحسن