للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال رأيت ألاّ أجعل هذه البنيّة منى بظهر فصلّيت إليها. فقال رسول الله : قد كنت على قبلة لو صبرت عليها. فرجع إلى قبلة رسول الله وصلّى إلى الشام (١).

وواعدهم/رسول الله منى ليلة النفر الأوسط أوسط أيام التشريق، عند هدوّ الرّجل، وألا ينبّهوا نائما، ولا ينتظروا غائبا، وأن يوافوه فى أصل العقبة فى الشّعب الأيمن إذا انحدروا من منى أسفل العقبة - حيث المسجد اليوم - وكان مع الأنصار عبد الله ابن عمرو بن حرام أبو جابر، وإنه لعلى شركه - وكان المسلم من الأنصار يكتم إسلامه عمّن معه من المشركين من قومه - فأخذه المسلمون فقالوا له: يا أبا جابر، والله إنك سيّد من ساداتنا، وشريف من أشرافنا، وإنا لنرغب بك أن تموت على ما أنت عليه، فتكون لهذه النار غدا حطبا، وإن الله قد بعث رسولا يأمر بتوحيده وعبادته، وقد أسلم رجال من قومك، وقد واعدنا رسول الله للبيعة.

فأسلم وطهّر ثيابه وحضر معهم، وكان نقيبهم (٢).

فلما كانت الليلة التى وعد الأنصار فيها رسول الله ، ناموا أوّل الليل مع قومعم فى رحالهم، حتى إذا مضى ثلث الليل


(١) سيرة النبى لابن هشام ٣٠٠:٢، ودلائل النبوة ١٨٣:٢ - ١٨٥، وتاريخ الإسلام ٢٠٣:٢، ٢٠٤، والسيرة النبوية لابن كثير ١٩٢:٢ - ١٩٥، وسبل الهدى والرشاد ٢٧٨:٣، ٢٧٩، والسيرة الحلبية ١٧٢:٢، ١٧٣ - وزادت هذه المراجع «وأهله يزعمون أنه صلى إلى الكعبة حتى مات. وليس ذلك كما قالوا؛ نحن أعلم به منهم.»
(٢) وانظر مع المراجع السابقة الوفا بأحوال المصطفى ٢٢٤:١.