ولذا قال أبو موسى المديني عقبه:"كذا قال (عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس)، والمحفوظ من حديث الأعمش (عن مجاهد عن طاوس) "(شرح ابن ماجه لمغلطاي ١/ ٢٢٨).
ويظهر أَنَّ الوجهين محفوظان عن مجاهد، كما هو ظاهر صنيع البخاري وابن خزيمة وغيرهما، وقد تقدم تفصيل الكلام في ذلك عند أول روايات هذا الحديث.
[تنبيه]:
قال الحافظ ابن حجر في شرح هذا الحديث:"وروى النسائي من حديث أبي رافع بسند ضعيف ... ". عن أبي رافع رضي الله عنه:«كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جِنَازَةٍ إِذْ سَمِعَ شَيْئًا فِي قَبْرٍ فَقَالَ لِبِلَالٍ ائْتِنِي بِجَرِيدَةٍ خَضْرَاءَ ... الْحَدِيث» " (فتح الباري ١/ ٣١٩).
كذا، ولم نقف عليه في شيء من كتب النسائي، ولا وجدنا الحديث في شيء من الكتب سوى عند الذهبي في (الميزان) حيث أسنده من طريق عبد الله بن جعفر النحوي، حدثنا يعقوب الحافظ، حدثنا أبو الخير عبد المنعم بن بشير، حدثنا أبو مودود عبد العزيز بن أبي سليمان، عن رافع بن أبي رافع، عن أبيه، قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في جنازة إذ سمع شيئًا في قبر، فقال لبلال: ائتني بجريدة خضراء، فكسرها باثنين، وترك نصفها عند رأسه ونصفها عند رجله، فقال له عمر: لم يا رسول الله فعلت هذا به؟ قال: إنه مسه شيء من عذاب القبر، فقال لي: يا محمد، فشفعت إلى ربي أَنْ يخفف عنه إلى أَنْ تجف هاتان الجريدتان.