ولذا قال السيوطي:"ضُعِّف"(الجامع الكبير ١/ ٢٣١/ ٩٥٤).
ورغم ذلك قال عنه مغلطاي:"شاهد جيد"!، ثم ذكره من مسائل حرب الكرماني، ثم قال:"أبو رِشْدِين زياد (وثقه ابن حبان)، وسماك وثقه النسائي والبستي، وبقية من في الإسناد لا يسأل عنهم"(شرح ابن ماجه ١/ ١٩٤).
قلنا: ولا يخفى ما في كلام مغلطاي من نظر؛ فضلًا عن كون الصحيح فيه الوقف، فإن تفرد ابن حبان بتوثيق زياد؛ لا يعتبر، لتساهله المعروف في توثيق المجاهيل، وهذا ما عليه المحققون من أهل العلم، كما نص عليه ابن عبد الهادي في (الصارم المنكي ص ١٠٣ - ١٠٤)، والحافظ ابن حجر في (مقدمة لسان الميزان ١/ ٢٠٨ وما بعدها)، وانظر:(التنكيل للمعلمي اليماني ١/ ٦٦ - ٦٧)، و (١/ ٤٣٧ - ٤٣٨).
[تنبيه]:
قال ابن دقيق:"رُوِي من حديث سلمة بن وهرام، عن سراقة بن مالك، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:«إذَا أَتَى أَحَدُكُمْ الْبَرَازَ، فَلْيُكَرِّمْ قِبْلَةَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَلَا يَسْتَقْبِلْ الْقِبْلَةَ» "(إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام ص ٣٩).
كذا قال، ولم نقف عليه من طريق سلمة بن وهرام عن سراقة، ولعله دخل عليه حديث في حديث، لأن حديث سلمة بن وهرام في هذا الباب: إنما يرويه عن طاوس مرسلًا، وسيأتي قريبًا، وأما حديث سراقة: فلا يُعرف إِلَّا من طريق أبي رِشْدِين عنه، والله أعلم.