وقال أبو زُرْعَةَ: ((لم يسمع ابن عكيم من النبي صلي الله عليه وسلم وكان في زمانه)) (المراسيل صـ ١٠٣ - ١٠٤).
وقال ابن أبي حاتم في (العلل): ((سألت أبي عن حديث عبد الله ابن عكيم، فقال: لم يسمع عبد الله بن عكيم من النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما هو كتابه)) (العلل ١/ ٥٩٢). وقال البخاري: ((أدرك زمان النبي عليه الصلاة والسلام، ولا يُعرف له سماع صحيحٌ)) (التاريخ الكبير ٥/ ٣٩). وقال ابن حبان: ((أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسمع منه شيئًا)) (الثقات ٣/ ٢٤٧). وقال أبو نعيم: ((أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره)) (معرفة الصحابة ٣/ ١٧٤٠). وقال ابن عبد البر: ((اختلف في سماعه من النبي صلى الله عليه وسلم)) (الاستيعاب ٣/ ٩٤٩). قلنا: ولم نقف على قول ولا دليل بإثبات السماع، ولعل لذلك مرَّضَ الذهبي القول بصحبته فقال: ((قيل: له صحبة)) (السير ٣/ ٥١٠)، وانظر: (أسد الغابة ٣/ ٣٣٥)، و (تهذيب التهذيب ٥/ ٣٢٤). ولذا قال الحافظ: ((مخضرم من الثانية، وقد سمع كتاب النبي صلى الله عليه وسلم)) (التقريب ٣٤٨٢). وفي قوله (وقد سمع كتاب النبي صلى الله عليه وسلم) نظر ظاهر؛ لأمرين: الأول: أنه لم يصرح بسماعه للكتاب. الثاني: أنه قد ثبتت الواسطة بينه وبين الكتاب، فتأكد عدم سماعه، كما تقدم.