للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يصنعها أهل الهند بالقرطاس ويسمونها تعزية.

كان عالماً متبحراً، كثير المطالعة واسع الاطلاع، له قلم سيال وفكر حافل في التأليف، تبلغ مؤلفاته

ورسائله على رواية بعض مترجميه إلى خمسمائة مؤلف، أكبرها الفتاوي الرضوية في مجلدات كثيرة

ضخمة، كان قوي الجدل، شديد المعارضة، شديد الإعجاب بنفسه وعلمه، قليل الاعتراف بمعاصريه

ومخالفيه، شديد العناد والتمسك برأيه، يندر نظيره في عصره في الاطلاع على الفقه الحنفي

وجزئياته، يشهد بذلك مجموع فتاواه وكتابه كفل الفقيه الفاهم في أحكام قرطاس الدراهم الذي ألفه في

مكة سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة وألف، وكان راسخاً طويل الباع في العلوم الرياضية والهيئة

والنجوم والتوقيت، ملماً بالرمل والجفر، مشاركاً في أكثر العلوم، قليل البضاعة في الحديث والتفسير،

يغلو كثير من الناس في شأنه فيعتقدون أنه كان مجدداً للمائة الرابعة عشر.

مات لخمس بقين من صفر سنة أربعين وثلاثمائة وألف.

مولانا أحمد علي الجونبوري

الشيخ العالم الصالح أحمد علي بن كرامة علي الصديقي الجونبوري أحد المشايخ النقشبندية، ولد

ونشأ بجونبور، وتفقه على والده وأخذ عنه الطريقة، وقرأ العلم على الشيخ عبد الحليم بن أمين الله

اللكهنوي، وعلى غيره من العلماء، وتولى الشياخة بعد ما توفي والده في بنكاله، وسكن بجانكام، وكان

يعتزل في البحر على سفينة، ورزق من حسن القبول في تلك البلاد ما لم يرزق أحد من المشايخ.

وكان شيخاً متورعاً متواضعاً، حليماً جواداًن كثير العزلة كبير المنزلة، يسأل فيهب كل ما يرزق

حتى يهب ثيابه وفرش بيته، ويأتيه من التحف والهدايا ما لا يحصى بحد وعد فيفرق كل ذلك، ولا

يدخر شيئاً من النذور والفتوحات ولو كانت مآت وألوفاً، وسافر إلى الحجاز للحج والزيارة فصرف

في ذلك السفر على ما قيل أربعين ألفاً من النقود الفضية الإنكليزية.

مات سنة ست عشرة وثلاثمائة وألف بجانكام فدفن بها.

السيد أحمد على الطوكي

الشيخ العالم الصالح أحمد علي بن محمد علي الحسيني الرامبوري ثم الطوكي أحد العلماء المبرزين

في الإنشاء والشعر والتاريخ والطب، ولد ونشأ في مهد العلم وقرأ على عمه العلامة حيدر علي

الطوكي، ثم سافر إلى دهلي، وأخذ عن المفتي صدر الدين الحنفي الدهلوي، ثم عاد إلى بلدة طوك

وتطبب على عمه المذكور.

وكان مداعباً مزاحاً، حلو المنطق، حسن المحاضرة، مليح الشمائل متين الديانة، له ترجمة تاريخ

الواقدي في ثلاثة مجلدات، وترجمة تزك جهانكيري في مجلد، وله غير ذلك من الكتب.

مات سنة ثمان عشرة وثلاثمائة وألف ببلدة طوك.

السيد أحمد علي الكانبوري

السيد الشريف أحمد علي بن محمد علي الحنفي الكانبوري كان من العلماء العاملين وعباد الله

الصالحين، ولد في سنة سبع وتسعين ومائتين وألف ونشأ بكانبور، واشتغل بالعلم من صباه، وقرأ

على المولوي غلام حسين والعلامة أحمد حسين الكانبوري وعلى غيرهما من العلماء، ثم سافر إلى

مراد آباد وقرأ الصحاح والسنن على مولانا عبد الكريم، ولازمه مدة وأخذ عنه.

وكان باهر الذكاء، قوي الإدراك سريع الحفظ، وله من محاسن الأخلاق ومكارم الصفات ما ليس

لغيره مع عقل رصين ودين متين، واشتغال بخاصة النفس، وتفويض للأمور، وزهد وعفاف، وعزة

نفس، وهو من بيت معمور بالآداب والعلوم، وسيأتي ذكر أبيه إن شاء الله تعالى، سافر إلى الحجاز

صحبة والده فحج وزار، ورجع إلى الهند.

ومات في رمضان يوم الجمعة وهو يصلي سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة وألف.

المولوي أحمد علي الفتحبوري

الشيخ الفاضل أحمد علي بن أمجد علي

<<  <  ج: ص:  >  >>