للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

"نور أنَّى أراه" (٤١).

وقال: حدثنا محمد بن بشار، حدثنا معاذ بن هشام، حدثنا أبي، عن قتادة، عن عبد الله بن شقيق قال: قلت لأبي ذر: لو رأيت رسول الله لسألته. فقال: عن أي شيء كنت تسأله؟ قال: قلت: كنت أسأله: هل رأيت ربك؟ قال أبو ذر: قد سألت؛ فقال: "رأيت نورًا" (٤٢).

وقد حكى الخلال في علله أن الإمام أحمد سئل عن هذا الحديث؟ فقال: ما زلتُ منكرًا له، وما أدرى ما وجهه.

وقد قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا عمرو بن عون الواسطي، أخبرنا هشيم، عن منصور، عن الحكم، عن إبراهيم، عن أبيه، عن أبي ذر قال: رآه بقلبه، ولم يره بعينه (٤٣).

وحاول ابن خزَيمة أن يدعى انقطاعه بين عبد الله بن شقيق وبين أبي ذر، وأما ابن الجوزي فتأوله على أن أبا ذر لعله سأل رسول الله، ، قبل الإسراء، فأجابه بما أجابه به، ولو سأله بعد الإسراء لأجابه بالإثبات. وهذا ضعيف جدًّا، فإن [١] عائشة أم المؤمنين قد سألت عن ذلك بعد الإسراء، ولم يثبت لها الرؤية.

ومن قال: إنه خاطبها على قدر عقلها، أو حاول تخطئتها فيما ذهبت إليه - كابن خُزيمة في "كتاب التوحيد" - فإنه هو المخطئ، والله أعلم.

وقال النسائي: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، حدثنا هشام، عن منصور، عن الحكم، عن يزيد بن شريك، عن أبي ذر قال: رأى رسول الله ربه بقلبه، ولم يره ببصره (٤٤).

وقد ثبت في صحيح مسلم، عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن علي بن مُسْهر، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء بن أبي رباح، عن أبي هريرة أنه قال


(٤١) - أخرجه مسلم (٢٩١/ ١٧٨) (٣/ ١٥).
(٤٢) - أخرجه مسلم (٢٩٢/ ١٧٨) (٣/ ٩٦).
(٤٣) - في إسناده هشيم وهو ثقة إلا أنه كثير التدليس وقد عنعن.
(٤٤) - أخرجه النسائي في الكبرى في كتاب: التفسير، باب: ﴿مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى﴾ حديث (١١٥٣٦) (٦/ ٤٧٢). وفي إسناده هشيم ذكره ابن حجر في الطبقة الثالثة من المدلسين وقد عنعن، وبقية رجال الإسناد ثقات.