للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدثك أن محمدًا رأى ربه فقد كذب، ثم قرأت: ﴿لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ﴾، ﴿وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إلا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ﴾، ومن أخبرك أنه يعلم ما في غد فقد كذب، ثم قرأت: ﴿إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ﴾ .. الآية. ومن أخبرك أن محمدًا قد كتم، فقد كذب، ثم قرأت: ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيكَ مِنْ رَبِّكَ﴾. ولكنه رأى جبريل [في صورته] [١] مرتين (٣٧).

وقال أحمد أيضًا: حدثنا محمد بن أبي عدي، عن داود، عن الشعبي، عن مسروق قال: كنت عند عائشة فقلت: أليس الله يقول: ﴿وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ﴾، ﴿وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى﴾؟ فقالت: أنا أول هذه الأمة [٢] سأل [٣] رسولَ الله، ، عنها، فقال: "إنما ذاك جبربل". لم يره في صورته التي خلق عليها إلا مرتين، رآه منهبطًا من السماء إلى الأرض، سادًّا عُظْمُ خلقه ما بين السماء والأرض (٣٨). أخرجاه في الصحيحين من حديث الشعبي به (٣٩).

(رواية أبي ذر) قال الإمام أحمد: حدثنا عفان، حدثنا همام، حدثنا قتادة، عن عبد الله بن شقيق قال: قلت لأبي ذر: لو رأيتُ رسول الله لسألته. قال: وما كنت تسأله؟ قال: كنت أسأله: هل رأى ربه ﷿؟ فقال: إني قد سألته فقال: "قد رأيته نورًا أنَّى أراه" (٤٠).

هكذا وقع في رواية الإمام أحمد، وقد أخرجه مسلم من طريقين بلفظين فقال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا وكيع، عن يزيد بن إبراهيم، عن قتادة، عن عبد الله بن شقيق، عن أبي ذر قال: سألت رسول الله : هل رأيت ربك؟ فقال:


(٣٧) - أخرجه أحمد (٦/ ٤٩) برقم (٢٤٣٣٨)، وهو عند البخاري برقم (٤٨٥٥) (٦/ ٦٠٦).
(٣٨) - أخرجه أحمد (٦/ ٢٤٠) برقم (٢٦١٤٩).
(٣٩) - أخرجه البخاري في كتاب: التوحيد، باب: قول الله تعالى: ﴿عَالِمُ الْغَيبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيبِهِ أَحَدًا﴾ حديث (٧٣٨٠) (١٣/ ٣٦١). وباب: قول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيكَ مِنْ رَبِّكَ﴾ حديث (٧٥٣١) (١٣/ ٥٠٣) مقطعًا. ومسلم في كتاب: الإيمان، باب: معنى قول الله ﷿: ﴿وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى﴾ حديث (٢٨٧/ ١٧٧) (١/ ١٣ - ١٢).
(٤٠) - أخرجه أحمد (٥/ ١٤٧) (٢١٣٩٣) وهو عند مسلم من طريق عفان بهذا الإسناد بلفظ: "رأيت نورًا" ولم يزد (٢٩٢/ ١٧٨).