للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكَاتُ بِالْخَاطِئَةِ (٩) فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَابِيَةً﴾.

وقال ابن جرير (١٩): حدثنا ابن بشار، حدثنا محمد وعبد الوهاب قالا: حدثنا عوف، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخُدري قال: ما أهلك الله قومًا بعذاب من السماء ولا من الأرض بعدما أنزلت التوراة علي وجه الأرض، غير القرية التي مسخوا قردة، ألم تر أن الله يقول: ﴿وَلَقَدْ آتَينَا مُوسَى الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَى﴾.

ورواه ابن أبي حاتم من حديث عوف بن أبي جميلة [١] الأعرابي بنحوه. وهكذا رواه أبو بكر البزار في مسنده عن عمرو بن علي الفّلاس، عن يحيي القطان، عن عوف، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد موقوفًا (٢٠).

ثم رواه عن نصر بن علي، عليّ عبد الأعلى، عن عوف، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد- رفعه إلي النبي- قال: "ما أهلك الله قومًا بعذاب من السماء ولا من الأرض إلا قبل موسى"، ثم قرأ: ﴿وَلَقَدْ آتَينَا مُوسَى الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَى﴾ (٢١).

وقوله: ﴿بَصَائِرَ لِلنَّاسِ﴾ أي: من العمي والغيّ، ﴿وَهُدًى﴾ إلي الحق، ﴿وَرَحْمَةً﴾ أي: إرشادًا [٢] إلي الأعمال الصالحة، ﴿لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ﴾ أي: لعل الناس يتذكرون به، ويهتدون بسببه.

﴿وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَينَا إِلَى مُوسَى الْأَمْرَ وَمَا كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ (٤٤) وَلَكِنَّا أَنْشَأْنَا قُرُونًا فَتَطَاوَلَ عَلَيهِمُ الْعُمُرُ وَمَا كُنْتَ ثَاويًا فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُو عَلَيهِمْ آيَاتِنَا وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (٤٥) وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَينَا وَلَكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (٤٦) وَلَوْلَا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ


(١٩) تفسير الطبري (٢٠/ ٥٠).
(٢٠) مسند البراز برقم (٢٢٤٧) "كشف الأستار".
(٢١) مسند البزار برقم (٢٢٤٨) "كشف الأستار"، وقال الهيثمي في المجمع (٧/ ٨٨): "رواه البزار موقوفًا ومرفوعًا ورجالهما رجال الصحيح".