للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال حبيب [١] بن أبي ثابت (٧٨): ﴿وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ﴾، قال: المحتكر بمكة. وكذا قال غير واحد.

وقال ابن أبي حاتم (٧٩): حدثنا أبي، حدثنا عبد الله بن إسحاق الجوهري، أنبأنا أبو عاصم، عن جعفر بن يحيى، عن عمه عمارة بن ثوبان [٢]، حدثني موسى بن باذان، عن يعلى بن أمية، أن رسول الله، ، قال: "احتكار الطعام بمكة إلحاد".

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو زرعة، حدثنا يحيى [٣] بن عبد الله بن بكير، حدثنا ابن لهيعة، حدثني عطاء بن دينار، حدثني سعيد بن جبير؛ قال: قال ابن عباس في قول الله: ﴿وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ﴾ قال: نزلت في عبد الله بن أنيس، أن رسول الله، ، بعثه مع رجلين، أحدهما مهاجر والآخر من الأنصار، فافتخروا في الأنساب، فغضب عبد الله بن أنيس، فقتل الأنصاري ثم ارتد عن الإسلام، ثم [٤] هرب إلى مكة، فنزلت فيه: ﴿وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ﴾، يعني: من لجأ إلى الحرم بإلحاد، يعني: بميل عن الإسلام.

وهذه الآثار وإن دلت على أن هذه الأشياء من الإِلحاد، ولكن هو أعم من ذلك، بل فيها تنبيه على ما هو أغلظ منها، ولهذا لما همَّ أصحاب الفيل على تخريب البيت، أرسل الله عليهم ﴿طَيرًا أَبَابِيلَ (٣) تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (٤) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ﴾ أي: دمَّرهم وجعلهم عبرة ونكالًا لكل من أراده بسوء، ولذلك ثبت في الحديث أن رسول الله، ، قال: "يغزو هذا البيت جيش، حتى إذا كانوا ببيداء من الأرض، خُسف بأولهم وآخرهم" الحديث.

وقال الإمام أحمد (٨٠): حدثنا محمد بن كناسة، حدثنا إسحاق بن سعيد، عن أبيه قال: أتى عبدُ الله بن عمر عبدَ الله بن الزبير، فقال: يا ابن الزبير، إياك والإِلحاد في حرم


(٧٨) - أخرجه الطبري في تفسيره (١٧/ ١٤١).
(٧٩) - أخرجه أبو داود في كتاب المناسك، باب تحريم حرم مكة الحديث (٢٠٢٠) (٣/ ٢١٢، ٢١٣) والبخاري في تاريخه (٧/ ٢٥٥) وعزاه السيوطي في الدر (٤/ ٦٣٣) إلى عبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه، والحديث ضعفه الشيخ الألباني في ضعيف أبي داود رقم (٤٤٠) وفي ضعيف الجامع رقم (١٨٤).
(٨٠) - أخرجه أحمد في المسند (٢/ ١٣٦).