للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أبي الهيثم، عن أبي سعيد الخدري؛ قال: قال رسول الله، : "لو ضرب الجبل بمقمع من حديد لتفتت، ثم عاد كما كان، ولو أن دلوًا من غَسَّاق يهراق في الدنيا لأنتن أهل الدنيا".

وقال ابن عباس (٤٧) في قوله: ﴿وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ﴾، قال: يضربون بها، فيقع كل عضو على حياله، فيدعون [١] بالثبور.

وقوله: ﴿كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا﴾، قال [٢] الأعمش، عن أبي ظبيان، عن سلمان (٤٨)؛ قال: النار سوداء مظلمة، لا يضيء لهبها ولا جمرها، ثم قرأ: ﴿كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا﴾.

وقال زيد بن أسلم (٤٩) في هذه الآية: ﴿كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا﴾، قال: بلغني أن أهل النار في النار لا يتنفسون.

وقال الفضيل بن عياض (٥٠): والله ما طمعوا في الخروج، إن الأرجل لمقيدة، وإن الأيدي لموثقة، ولكن يرفعهم لهبها، وتردهم مقامعها.

وقوله: ﴿وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ﴾، كقوله: ﴿وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ﴾، ومعنى الكلام: أنهم يهانون بالعذاب قولًا وفعلًا.

﴿إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاورَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ (٢٣) وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ (٢٤)

لما أخر تعالى عن حال أهل النار -عياذًا بالله من حالهم- وما هم فيه من العذاب


(٤٧) - جزء من أثر ابن عبَّاس المتقدم رقم (٨٩).
(٤٨) - أخرجه ابن المبارك في الزهد رقم (٣١٠)، والطبري في تفسيره (١٧/ ١٣٥)، والحاكم في المستدرك (٢/ ٣٨٧). وزاد السيوطي في الدر (٤/ ٦٣٠) نسبته إلى سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وهناد وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم.
(٤٩) - عزاه السيوطي في الدر (٤/ ٦٣٠) إلى ابن أبي حاتم.
(٥٠) - عزاه السيوطي في الدر (٤/ ٦٣٠) إلى ابن أبي حاتم.