للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال البزار (٩٥): حدثنا محمد بن يحيى الأزدي، حدثنا محمد بن عمر [١]، حدثنا هشام بن سعد، عن سعيد بن أبي هلال، [عن ابن حُجَيرة] [٢]، عن أبي هريرة، عن النبي، ، في قول الله ﷿: ﴿فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا﴾، قال: "المعيشة الضنك الذي قال الله تعالى: أنه يسلط عليه تسعة وتسعون حية، ينهشون لحمه حتى تقوم الساعة".

وقال أيضًا؛ حدثنا [٣] أبو زرعة، حدثنا أبو الوليد، حدثنا حماد بن سلمة، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي، : ﴿فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا﴾ قال: "عذاب القبر". إسناد جيد.

وقوله: ﴿وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى﴾، قال [٤] مجاهد وأبو صالح والسدى: لا حجة له وقال عكرمة: عُمِّي عليه كل شيء إلا جهنم.

ويحتمل أن يكون المراد أنه [٥]، يبعث أو يحشر إلى النار أعمى البصر والبصيرة أيضًا، كما قال تعالى: ﴿وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا﴾، ولهذا يقول: ﴿رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا﴾، أي: في الدنيا ﴿قَال كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى﴾، أي: لما أعرضت عن آيات الله، وعامَلْتَها معاملة من لم يذكرها، بعد بلاغها إليك تناسيتها، وأعرضت عنها وأغفلتها، كذلك اليوم [٦] نعاملك معاملة مَن نسيك، ﴿فَالْيَوْمَ نَنْسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا﴾ فإن الجزاء من جنس العمل، فأما نسيان لفظ القرآن مع فهم معناه والقيام بمقتضاه، فليس داخلًا في هذا الوعيد الخاص، وإن كان متوعدًا عليه من جهة أخرى، فإنه قد وَرَدَت السنة بالنهي الأكيد والوعيد [٧] الشديد في ذلك.

قال الإمام أحمد (٩٦): حدثنا خلف بن الوليد، حدثنا خالد، عني يزيد بن أبي زياد، عن عيسى بن فائد [٨]، عن رجل، عن سعد بن عبادة [٩] عن النبي،


(٩٥) - " كشف الأستار" برقم (٢٢٣٣) (٣/ ٥٩). ومختصر زوائد البزار (٢/ ٩٤) وقال البزار: فيه من لم أعرفه. قال الحافظ ابن حجر: كلهم معروفون بالثقة إلا محمد بن عمر فهو الواقدي.
(٩٦) - أخرجه أحمد في "مسنده" (٥/ ٢٨٥) (٢٢٥٦٥). ويزيد بن أبي زياد هو القرشي الهاشمي =