قال لهم كما قال لهم حين جاءوا على قميص يوسف بدم كذب: ﴿قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ﴾.
قال محمد بن إسحاق: لما جاءوا يعقوب وأخبروه بما جرى اتهمهم، وظن [١] أنها كفعلتهم بيوسف، قال: ﴿بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ﴾.
[وقال بعض الناس: لما كان صنيعهم هذا مرتبًا على فعلهم الأول، سحب حكم الأول عليه، وصح قوله: ﴿بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ﴾][٢].
ثم ترجى من الله أن يرد عليه أولاده الثلاثة: يوسف، وأخا [٣] بنيامين، وروبيل الذي أقام بديار مصر ينتظر أمر الله فيه، إما أن يرضى عنه أبوه فيأمره بالرجوع إليه، وإما أن يأخذ أخاه خفية، ولهذا قال: ﴿عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ [٤]﴾ أي: العليم بحالي ﴿الْحَكِيمُ﴾ في أفعاله وقضائه وقدره.
﴿وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَاأَسَفَى عَلَى يُوسُفَ﴾ أي: أعرض عن بنيه، وقال متذكرًا حزن يوسف القديم الأول [٥] ﴿يَاأَسَفَى عَلَى يُوسُفَ﴾ جدد له حزن الابنين الحزن الدفين.
قال عبد الرزاق (٩٤): أنا الثوري، عن سفيان العصفري [٦]، عن سعيد بن جبير أنه قال:
(٩٤) - إسناده صحيح، التفسير (٢/ ٣٢٧)، ومن طريقه ابن جرير (١٦/ ١٩٦٥٨) وأخرجه وكيع =