للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

عكرمة، عن ابن عباس قال: لما جمع الملك النسوة، فسألهن: هل راودتن يوسف عن نفسه؟ ﴿قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ﴾ الآية، قال يوسف: ﴿ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ﴾ الآية قال [١]: فقال له جبري : ولا يوم هممت بما هممت به؟ فقال: ﴿وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي﴾ الآية.

وهكذا قال مجاهد وسعيد بن جبير وعكرمة وابن أبي الهذيل والضحاك والحسن وقتادة والسدي، والقول الأول أقوى وأظهر؛ لأن سياق الكلام كله من كلام امرأة العزيز بحضرة الملك، ولم يكن يوسف، ، عندهم، بل بعد ذلك أحضره الملك.

وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ (٥٤) قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ (٥٥)

يقول تعالى إخبارًا عن الملك حين تحقق براءة يوسف، ، ونزاهة عرضه مما نسب إليه قال: ﴿ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي﴾ أي: أجعله من أخصائي [٢] وأهل مشورتى ﴿فَلَمَّا كَلَّمَهُ﴾ أي: خاطبه الملك وعرفه، ورأى فضله وبراعته، وعلم ما هو عليه من خُلق وخَلْق وكمال، قال له الملك: ﴿إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ﴾ أي: إنك عندنا قد بقيت ذا مكانة وأمانة، فقال يوسف : ﴿اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ﴾ مدح نفسه، ويجوز للرجل ذلك إذا جهل أمره للحاجة، وذكر أنه ﴿حَفِيظٌ﴾ أي: خازن أمين ﴿عَلِيمٌ﴾ ذو علم وبصر بما يتولاه.

وقال شيبة بن نعامة: حفيظ لما استودعتني، عليم بِسني [٣] الجدب. رواه ابن أبي حاتم (٨٦).

وسأل العمل لعلمه بقدرته عليه، ولما [في ذلك] [٤] من المصالح للناس، وإنما سأل [٥]


= صدوق سيئ الحفظ. وزاد نسبته السيوطي (٤/ ٤٢) إلى الفريابي وابن المنذر وأبي الشيخ.
(٨٦) - التفسير (٧/ ١١٧١٧) ثنا على بن الحسين، ثنا محمد بن أبي حماد، ثنا إبراهيم بن مختار عنه به، وأخرجه ابن جرير (١٦/ ١٩٤٥٧) ثنا ابن حميد ثنا إبراهيم بن المختار به، وإبراهيم بن المختار، صدوق ضعيف الحفظ - كما في "التقريب" وصاحب القول شبية بن نعامة، ضعفه يحيى بن معين وابن الجارود وقال البزار: كانت عنده أخبار، وهو بين الحديث، انظر "لسان الميزان" (٢/ ٣٧٦٦).