للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ثم بشرهم بعد الجدب العام المتوالي: بأنه [١] يعقبهم بعد ذلك عام فيه يغاث الناس، أي: يأتيهم الغيث وهو المطر، وتغل البلاد، ويعصر الناس ما كانوا يعصرون على عادتهم من زيت ونحوه وسكر ونحوه، حتى قال بعضهم: يدخل فيه حلب اللبن أيضًا.

قال على بن أبي طلحة (٨١)، عن ابن عباس: ﴿وَفِيهِ يَعْصِرُونَ﴾ يحلبون.

﴿وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ (٥٠) قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (٥١) ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ (٥٢) وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ (٥٣)

يقول تعالى إخبارًا عن الملك لما رجعوا إليه بتعبير رؤياه التي كان رآها بما أعجبه وأينقه [٢] فعرف فضل يوسف وعلمه وحسن أخلاقه على من ببلده من رعاياه فقال ﴿ائْتُونِي بِهِ﴾ أي: أخرجوه من السجن وأحضروه، فلما جاءه الرسول بذلك امتنع من الخروج حتى يتحقق الملك ورعيته براءة ساحته، ونزاهة عرضه مما نسب إليه من جهة امرأة العزيز، وأن هذا السجن لم يكن على أمر يقتضيه بل كان ظلمًا وعدوانًا، فقال ﴿ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ﴾ الآية

وقد وردت السنة بمدحه على ذلك والتنبيه على فضله وشرفه وعلو [٣] قدره وصبره،


(٨١) - أخرجه ابن جرير (١٦/ ١٩٣٩١)، وابن أبي حاتم (٧/ ١١٦٨٢)، من طريقين عن الفرج بن فضالة عن علي بن أبي طلحة به، والفرج بن فضالة "ضعيف"، وأخرجه ابن جرير (١٩٣٩٠) من طريق الحسين ابن داود - الملقب "سنيد" - حدثني فضالة عن علي بن أبي طلحة به، كذا وتع في نسخة شاكر وفي نسخة الحلبي (١٢/ ٢٣٣): فضالة، ولم أجد في شيوخ سنيد من اسمه فضالة، لكن من شيوخه "فرج بن فضالة" فلعل فيه سقطًا قديمًا والله تعالى أعلم، و "سنيد" هذا ضعفه غير واحد من الأئمة.