للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

دخلوا". ونحن نقرأ كما قرأت.

﴿وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (٣٨) فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٣٩) أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٤٠)

يقول تعالى حاكمًا وآمرًا بقطع يد السارق والسارقة. وروى الثوري، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن عامر بن شراحيل الشعبي: أن ابن مسعود كان يقرؤها: (والسارق والسارقة فاقموا أيمانهما) (٤٢٥) وهذه قراءة شاذة، وإن كان [١] الحكم عند جميع العلماء موافقا لها، لا بها، بل هو مستفاد من دليل آخر. وقد كان القطع معمولا به فى الجاهلية، فقرر في الإسلام وزيدت شروط أخر، كما سنذكره إن شاء الله تعالى، كما كانت القسامة، والدية، والقراض، وغير ذلك من الأشياء التي ورد الشرج بتقريرها على ما كانت عليه، وزيادات هي من تمام المصالح. ويقال: إن أول من قطع الأيدي فى الجاهلية قريش، قطعوا رجلاً يقال له: دويك، مولي لبني مليح بن عمرو من خزاعة، كان قد سرق كنز الكعبة، ويقال: سرقه قوم فوضعوه عنده.


(٤٢٥) - رواه ابن جرير فى تفسيره (١٠/ ٢٩٥) (١١٩١٠) قال: حدثنا ابن وكيع حدثنا أبي عن سفيان عن جابر به وسفيان بن وكيع ضعيف.
وجابر هو ابن يزيد الجعفى ضعيف أيضًا ورواه أيضًا فى (١١٩٠٧) حدثنا ابن وكيع حدثنا فى يد بن هارون عن ابن عون عن إبراهيم قال: فى قراءتنا - قال: وربما فال: فى قراءة عبد الله - (والسارقون والسارقات فاقطعوا أيمانهما).
ورواه البيهقى فى سننه (٨/ ٢٧٠) من طريق سعيد بن يحيى بن سعيد الأموى قال: ثنا مسلم بن خالد عن ابن أبي نجيح عن مجاهد به.
ومسلم بن خالد ضعفه غير واحد من الحفاظ واختلف فيه قول ابن معين والدارقطني فوثقاه مرة وضعفاه أخرى، وقال ابن عدى فى الكامل (٦/ ٢٣١٣): وهو حسن الحديث، وأرجو أنه لا بأس ول. والأثر ذكره السيوطى فى الدر المنثور (٢/ ٤٩٦) وزاد نسبته إلى ابن المنذر وأبى الشيخ، وذكر أيضًا رواية ابن عون عن إبراهيم وزاد نسبتها إلى سعيد بن منصور وابن المنذر وأبي الشيخ.