للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عظيمًا، يقول: لو قتل الناس جميعًا، لم يزد على مثل ذلك العذاب (٣٦٣).

قال ابن جريج: قال مجاهد: ﴿وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا﴾ قال: من لم يقتل أحدًا فقد حَيِيَ الناس منه (٣٦٤).

وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: من قتل نفسًا، فكأنما قتل الناس، يعني: فقد وجب عليه القصاص، فلا فرق بين الواحد والجماعة، ﴿وَمَنْ أَحْيَاهَا﴾ أي: عفا عن قاتل وليه؛ فكأنما أحيا الناس جميعًا. وحكى ذلك عن أبيه. رواه ابن جرير (٣٦٥)، وقال مجاهد في رواية: ﴿وَمَنْ أَحْيَاهَا﴾ أي: أنجاها من غرق أو حرق أو هلكة (٣٦٦).

وقال الحسن وقتادة: فى قوله: ﴿أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ [أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ] [١] فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا﴾ هذا تعظيم لتعاطي القتل، قال قتادة: عظم [٢] والله وزرها، وعظم [٣] والله أجرها (٣٦٧).

وقال ابن المبارك، عن سلام بن مسكين، عن سليمان بن علي الربعي، قال: قلت للحسن: هذه الآية لنا يا أبا سعيد كما كانت لبني إسرائيل؟ فقال: إي والذي لا إله غيره، كما كانت لبني إسرائيل، وما جعل دماء بني إسرائيل أكرم على الله من دمائنا (٣٦٨).


(٣٦٣) - رواه ابن جرير فى تفسيره (١٠/ ٢٣٥) (١١٧٧٨)، وذكره السيوطى فى الدر المنثور (٢/ ٤٩٠) وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.
(٣٦٤) - رواه ابن جرير فى تفسيره (١١٧٧٨) من طريق ابن جريج عنه ولفظه: "فقد استراح الناس منه" كذا فى المطبوع من تفسير الطبرى. ورواه الطبرى فى (١٠/ ٢٣٦) (١١٧٨٥) باللفظ المذكور من طريق ابن أبى نجيح عن مجاهد.
(٣٦٥) - رواه ابن جرير فى تفسيره (١٠/ ٢٣٧) (١١٧٨٧) (١١٧٨٨).
(٣٦٦) - رواه ابن جرير فى تفسيره (١٠/ ٢٣٨) (١١٧٩٢) وشيخه فيه سفيان بن وكيع، وتكلموا فيه لأجل وراقه السوء. وقد تقدمت ترجمته مرارًا، وبقية رجاله ثقات. والأثر: ذكره السيوطى فى الدر المنثور (٢/ ٤٩١) وزاد نسبته لعبد بن حميد، وابن المنذر.
(٣٦٧) - رواه ابن جرير الطبرى فى تفسيره (١٠/ ٢٣٩) (١١٧٩٧) عن الحسن.
وقول قتادة رواه عبد الرازق فى تفسيره (١/ ١٨٨) وابن جرير رقم (١١٧٩٨)، (١١٧٩٩).
(٣٦٨) - رواه ابن جرير فى تفسيره (١٠/ ٢٣٩) (١١٨٠٠) قال: حدثنى المثنى قال: حدثنا سويد بن نصر قال: أخبرنا ابن المبارك … فذكره، وإسناده صحيح رجاله ثقات.