للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال على بن أبي طلحة، عن ابن عباس: هو كما قال الله تعالى: ﴿مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ [أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ] [١] فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا﴾ وإحياؤها ألا يقتل نفسًا حرمها الله، فذلك الذي أحيا الناس جميعًا. يعني: أنه من حرم قتلها إلا [٢] بحق حيي الناس منه (٣٥٩). وهكذا قال مجاهد: ﴿وَمَنْ أَحْيَاهَا﴾ أي: كف عن قتلها (٣٦٠).

وقال العوفي، عن ابن عباس في قوله: ﴿فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا﴾ يقول: من قتل نفسًا واحدة حرمها الله، فهو مثل من قتل الناس جميعًا (٣٦١).

وقال سعيد بن جبير: من استحل دم مسلم؛ فكأنما استحل دماء الناس جميعًا، ومن حرم دم مسلم؛ فكأنما حرم دماء [٣] الناس جميعًا.

هذا قول، وهو الأظهر، وقال عكرمة والعوفي عن ابن عباس: من قتل نبيًّا أو إمام عدل، فكأنما قتل الناس جميعًا، ومن شدّ على عضد نبي أو إمام عادل، فكأنما أحيا الناس جميعًا. رواه ابن جرير (٣٦٢).

وقال مجاهد في رواية أخرى عنه: ﴿مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا﴾؛ وذلك لأنه من قتل النفس فله النار، فهو كما لو قتل الناس جميعًا [٤].

قال ابن جريج، عن الأعرج، عن مجاهد فى قوله: ﴿فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا﴾ من قتل النفس المؤمنة متعمدًا؛ جعل الله جزاءه جهنم، وغضب [] [٥] عليه ولعنه، وأعدّ له عذابًا


(٣٥٩) - رواه ابن جرير فى تفسيره (١٠/ ٢٣٥) (١١٧٨١) وقد تقدم الكلام على رواية على بن طلحة عن ابن عباس.
(٣٦٠) - رواه ابن جرير فى تفسيره (١٠/ ٢٣٦) (١١٧٨٣) وفى إسناده سفيان بن وكيع وهو ضعيف تقدمت ترجمته.
(٣٦١) - رواه ابن جرير فى تفسيره (١٠/ ٢٣٣) (١١٧٧٢) وقد تقدم الكلام على رواية العوفى عن ابن عباس.
(٣٦٢) - رواه ابن جرير فى تفسيره (١٠/ ٢٣٢ - ٢٣٣) (١١٧٧١) من طريق عكرمة عن ابن عباس به، ورواية العوفى عن ابن عباس سبق الكلام عليها.