للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال السدي: عن أبي مالك، وعن أبي صالح، عن ابن عباس، وعن مرة عن عبد الله، وعن ناس من أصحاب النبي : ﴿فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ﴾ فطلبه ليقتله فراغ الغلام منه في رءوس الجبال، فأتاه يومًا من الأيام وهو يرعي غنمًا له وهو نائم، فرفع صخرة، فشدخ بها رأسه، فمات، فتركه بالعراء. رواه ابن جرير (٣٣٨).

وعن بعض أهل الكتاب: أنه قتله خنقًا وعضًّا كما تقتل السباع. وقال ابن جرير: لما أراد أن يقتله جعل يلوي عنقه، فأخذ إبليس دابة، فوضع [١] رأسها على حجر، ثم أخذ حجرًا آخر فضرب به رأسها حتى قتلها وابن آدم ينظر، ففعل بأخيه مثل ذلك. رواه ابن أبي حاتم (٣٣٩).

وقال عبد الله بن وهب: عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، قال: أخذ برأسه ليقتله، فاضطجع له، وجعل يغمز رأسه وعظامه، ولا يدري كيف يقتله، فجاءه إبليس فقال: أتريد أن تقتله؟ قال: نعم. قال: فخذ هذه الصخرة فاطرحها على رأسه. قال: فأخذها فألقاها عليه فشدخ رأسه، ثم جاء إبليس إلى حوّاء مسرعًا، فقال: يا حوّاء، إن قابيل قتل هابيل. فقالت له: ويحك، و [٢] أي شيء يكون القتل؟ قال: لا يأكل ولا يشرب ولا يتحرّك. قالت: ذلك الموت. قال: فهو الموت. فجعلت تصيح، حتى دخل عليها آدم وهي تصيح، فقال: ما لك؟ فلم تكلمه، فرجع إليها مرّتين فلم تكلمه، فقال: عليك الصيحة، وعلى بناتك، وأنا وابني منها برآء. رواه ابن أبي حاتم.

وقوله: ﴿فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ أي: في الدنيا والآخرة، وأي خسارة أعظم من هذه، وقد قال الإِمام أحمد (٣٤٠): حدثنا أبو معاوية ووكيع، قالا: حدثنا الأعمش، عن عبد الله بن مرة، عن مسروق، عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله : "لا تقتل نفس ظلمًا، إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها؛ لأنه كان أول من سنّ القتل".


(٣٣٨) - رواه في تفسيره (١٠/ ٢٢١ - ٢٢٢) (١١٧٤٦)، وذكره السيوطي في الدر المنثور (٢/ ٤٨٧) ولم يعزه لغير ابن جرير.
(٣٣٩) - رواه ابن جرير في تفسيره (١٠/ ٢٢٢) (١١٧٤٨) من طريق الحجاج بن محمد المصيصي عن ابن جريج به، ورواه أيضًا برقم (١١٧٤٧) نحوه مختصرًا وذكره السيوطي في الدر المنثور (٢/ ٤٨٨) باللفظ المختصر وعزاه إلى ابن أبي حاتم وابن جرير.
(٣٤٠) - صحيح، "المسند" (١/ ٣٨٣)، ورواه أحمد (١/ ٤٣٣) ثنا وكيع، و (١/ ٤٣٠) ثنا يحيي - وهو ابن سعيد - كلاهما (وكيع، ويحيي) عن سفيان وهو الثوري - عن الأعمش، به. =