للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عليه وسلم: "لئن اقتتلتم لأنظرن إلى أقصى بيت في داري فَلأَلِجَنَّه، فلئن دخل علي [فلان لأقولن] [١]-: ها بؤ بإثمي وإثمك، فأكون كخير ابني آدم".

وقوله: ﴿إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (٢٩)﴾. قال ابن عباس ومجاهد والضحاك وقتادة والسدي في قوله: ﴿إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ﴾ أي: بإثم قتلي، وإثمك الذي عليك قبل ذلك. قاله ابن جرير (٣٣٠).

وقال آخرون: يعني بذلك إني أريد أن تبوء بخطئتي فتتحمل وزرها، وإثمك في قتلك إياي. وهذا قول وجدته عن مجاهد وأخشى أن يكون غلطًا؛ لاُن الصحيح من الرواية عنه خلافه. يعني ما رواه سفيان الثوري، عن منصور، عن مجاهد ﴿إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ﴾ [قال: بقتلك إياي] [٢]، ﴿وَإِثْمِكَ﴾ قال: بما كان منك قبل ذلك.

وكذا روي [٣] عيسى بن أبي نجيح، عن مجاهد مثله (٣٣١). وروي شبل، عن ابن أبي نجيح [٤]، عن مجاهد ﴿إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ﴾ يقول: إني أريد أن يكون عليك خطيئتي ودمي. فتبوء [٥] بهما جميعًا (٣٣٢).


= (١٣/ ٢٣٩)، وبقية رجاله ثقات أيضًا. والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور (٢/ ٤٨٦) ولم يعزه لغير ابن مردويه.
(٣٣٠) - تفسير الطبري (١٠/ ٢١٥ - ٢١٦)، وانظر الدر المنثور (٢/ ٤٨٥ - ٤٨٦).
(٣٣١) - رواه ابن جرير في تفسيره (١٠/ ٢١٥ - ٢١٦) (١١٧٣٤) قال: حدثني الحارث حدثنا عبد العزيز عن سفيان عن منصور به. ورواه في (١٠/ ٢١٥) (١١٧٣٣) من طريق أبي عاصم قال: حدثنا عيسى عن ابن أبي بجيح عن مجاهد به وإسنادهما صحيح وعيسى هو ابن ميمون الجرشي، قال الحافظ في التقريب: "ثقة" وقد رواه شبل بن عباد المكي عن ابن أبي نجيح عن مجاهد باللفظ الذي ذكره المصنف بعد هذا مباشرة وصوب ابن جرير الرواية الأولى عن مجاهد فلعل الوهم يكون من الراوي عن شبل بن عباد على ما سيأتي في الله بعد هذا.
(٣٣٢) - رواه ابن جرير في تفسيره (١٠/ ٢١٦) (١١٧٣٦) قال: حدثني المثنى قال: حدثنا أبو حذيفة قال: حدثنا شبل عن ابن أبي نجيح به. وأبو حذيفة هو موسى بن مسعود النهدي قال الحافظ في "التقريب": صدوق سيئ الحفظ وكان يصحف حديثه عن البخاري في المتابعات" قلت: ومع ذلك فقد خالفه عيسى بن ميمون فرواه عن ابن أبي نجيح عن مجاهد على النحو السابق، وتالعه سفيان فرواه عن منصور عن مجاهد مثل رواية عيسى. والله أعلم وانظر السابق.