للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكذا روي عن مجاهد وإِبراهيم النخعي والحسن البصري ومقاتل بن حيان.

وقال ابن عباس: هي قداحٌ [١] كانوا يستقسمون بها في الأمور، وذكر محمد بن إسحاق (٧٩) وغيره: أن أعظم أصنام قريش صنم كان يقال له: هبل، [منصوب على بئر داخل الكعبة] [٢]، توضع الهدايا وأموال الكعبة فيه، وكان عنده سبعة أزلام مكتوب فيها ما يتحاكمون فيه مما أشكل عليهم، فما خرج لهم منها رجعوا إِليه ولم يعدلوا عنه.

وثبت في الصحيح أن النبي لما دخل الكعبة، وجد إِبراهيم وإسماعيل مصوّرين فيها، وفي أيديهما الأزلام، فقال: "قاتلهم الله، لقد علموا أنهما لم يستقسما بها أبدًا" (٨٠).

وفي الصحيح (٨١) أن سراقة بن مالك بن جُعْشم، لما خرج في طلب النبي وأبي بكر، وهما ذاهبان إِلى المدينة مهاجرين، قال: فاستقسمت بالأزلام، هل أضرهم أم لا؟ فخرج الذي أكره لا تضرهم [٣]، قال: فعصيت الأزلام واتبعتهم، ثم إِنه استقسم بها ثانية


= ابن عباس شيئًا .... وقال إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين: لا أعلمه لقي أحدًا من أصحاب النبي . والأثر رواه ابن جرير في تفسيره (٩/ ٥١٥) (١١٠٧٣) من طريق على بن طلحة عن ابن عباس.
(٧٩) - رواه ابن جرير في تفسيره (٩/ ٥١٣ - ٥١٤) (١١٠٧٢) بسنده إلى ابن إسحاق، وانظر أيضًا السيرة النبوية لابن هشام (١/ ١٦٨).
(٨٠) - أخرجه البخاري في الحج، باب: من كبَّر في نواحي الكعبة، الحديث (١٦٠١)، وفي أحاديث الأنبياء، باب: قول الله تعالى: ﴿واتخذ الله إبراهيم خليلاً﴾ الحديث (٣٣٥٢) وفي المغازي باب: أين ركز النبي الراية يوم الفتح الحديث (٤٢٨٨)، وأبو داود في المناسك، باب: في دخول الكعبة الحديث (٢٠٢٧)، وأحمد (١/ ٣٣٤، ٣٦٥) من طريق عكرمة عن ابن عباس قال: إن رسول الله لما قدم أبَى أن يدخل البيت وفيه الآلهة، فأمر بها فأُخْرجت فأخرجوا صورة إبراهيم وإسماعيل في أيديهما الأزلام فقال رسول الله : "قاتلهم الله، أما والله قد علموا أنهما لم يستقسما بها قط ".
(٨١) - جزء من حديث سراقة بن جعشم الطويل في الهجرة وقد رواه البخاري في صحيحه كتاب مناقب الأنصار، باب هجرة النبي وأصحابه إلى المدينة الحديث (٣٩٠٦).