للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهو أصح: "ألا إِن الذكاة في الحلق واللبة ولا تعجلوا الأنفس أن تزهق] [١] ".

وفى الحديث الذي رواه الإمام أحمد وأهل السنن من رواية حماد بن سلمة، عن أبي العشراء الدارمي، عن أبيه، قال: قلت: يا رسول الله، أما تكون الذكاة إلا من اللبة والحلق؟ فقال: "لو طعنت في فخذها لأجزأ عنك" (٧٤).

وهو حديث صحيح (٧٥)، ولكنه محمول على ما لا [٢] يقدر [٣] [على ذبحه] [٤] في الحلق واللبة.

وقوله: ﴿وما ذبح على النصب﴾. قال مجاهد (٧٦).


(٧٤) - أخرجه أحمد (٤/ ٣٤)، وأبو داود في الأضاحي باب: ما جاء في ذبيحة المتردية، الحديث (٢٨٢٥)، والترمذي في الأطعمة، باب: ما جاء في الذكاة في الحلق واللبة، الحديث (١٤٨١)، والنسائي (٧/ ٢٢٨)، وابن ماجة في الذبائح، باب: ذكاة النَّاد من البهائم، الحديث (٣١٨٤)، والدارمي (١٩٧٨) والبخاري في التاريخ (٢/ ٢١ - ٢٢)، وابن الجارود (٩٠١) وأبو نعيم (٦/ ٢٥٧، ٣٤١)، وأبو يعلى (٣/ ٧٢ - ٧٣) (١٥٠٣) والطبراني في الكبير (٧/ ١٩٩) رقم (٦٧١٩)، (٦٧٢٠)، (٦٧٢١)، والبيهقي (٩/ ٢٤٦) من طرق عن حماد بن سلمة عن أبي العُشَراء به، والحديث ضعفه أبو عبد الله البخارى في تاريخه فقال في ترجمة أبي العشراء: "في حديثه واسمه وسماعه من أبيه - نظر". اهـ. وقال الترمذى: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث حماد بن سلمة ولا نعرف لأبي العشراء عن أبيه غير هذا الحديث واختلفوا في اسم أبي العشراء فقال بعضهم: اسمه أسامة بن قهطم، ويقال: اسمه يسار بن برز، يقال: ابن بلز، ويقال: اسمه عطارد نسب إلى جده" اهـ.
وقال الخطابي في "معالم السنن" (٤/ ٢٨٠): "ضعفوا هذا الحديث؛ لأن راويه مجهول، وأبو العشراء الدارمي لا يدرى من أبوه ولم يروه عنه غير حماد بن سلمة" اهـ. وأبو العشراء ذكره ابن حبان في الثقات (٣/ ٣) وقاعدته توثيق المجاهيل معروفة. فقد قال الحافظ في التقريب: أعرابي مجهول. اهـ. وقال في فتح الباري (٩/ ٦٤١) في شرح أثر ابن عباس المتقدم في تخريج الحديث السابق الذي علقه البخاري فى صحيحه: "وكأن المصنف [يعني البخاري] لمح بضعف الحديث الذي أخرجه أصحاب السنن من رواية حماد بن سلمة عن أبي العشراء الدارمي عن أبيه … لكن من قواه حمله على الوحش والمتوحش". اهـ.
والحديث ضعفه الألباني - حفظه الله - في الإرواء (٢٥٣٥) وقد رواه الطبراني في الأوسط (٤٨٦٧) من حديث أنس، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (٤/ ٣٧) وقال: فيه بكر بن الشرود وهو ضعيف. اهـ.
(٧٥) - صحح المصنف هذا الإسناد هنا، وأبو العشراء لم يوثقه غير ابن حبان، وبه أعل الحديث غير واحد كما تقدم.
(٧٦) - أخرجه ابن جرير الطبرى في تفسيره (٩/ ٥٠٨) (١١٠٥٠)، (١١٠٥١) من طريق بن أبي نجيح عن مجاهد، ورواه رقم (١١٠٤٩) من طريق ابن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد بلفظ: حجارة كان يذبح عليها أهل الجاهلية، والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور (٢/ ٤٥٤) وزاد نسبته إلى عبد بن حميد وابن المنذر.