للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قوله: "إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -": يتعَلّق بـ"شَكَيا". و"في غَزَاة" يتعَلّق بحَال من الضّمير، ويحتمل أن يتعَلّق [بـ"شَكَيا"] (١)، و"لهما" يتعَلّق بصِفَة و"غَزَاة"، وهي صفة لا فائدة تحتها؛ لأنّ "الغَزَاة" لهما ولمَن مَعَهما. ويحتمل أن تكُون شَكواهما إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل خروجهما؛ فأذِن لهما إنْ أصابهما ذلك في سفر غزوهما فَعَلا ذلك؛ وعلى هذا يكُون "لهما" يُفيد تخصيصهما بهذه الغَزَاة، إمّا لتقَدّمهما فيها على غيرهما، هامّا برأي رأياه في طريقهما. والله أعْلَم.

قوله: "فرَخّص لهما" النبي - صلى الله عليه وسلم -، "لهما" يتعَلّق بـ"رَخّص". و"في قَميص" يتعَلّق بـ"رَخّص".

والإضَافَة في "قميص الحرير" إضَافَة بمَعنى "مِن"، أي: "قميص من حرير". وشَرطُ الإضَافَة التي بمَعْنى "مِن": أنْ يكُون المضَافُ بعْض المضَاف إليه، وصالحًا للإخْبَار عنه، كقَولك: "خَاتم فضّة"، ألا تَرَى أنّ "الخَاتم" بعْض جنس "الفضّة"، وأنّه يُقَال: "الخَاتم فضّة" (٢)، فكَذَلك هُنَا يُقَال: "قَميصٌ من الحرير"، والأَلِف واللام فيه للجِنْس، و"القَميصُ حَرير".

قوله: "ورَأيتُه عليهما": القَائل: "أنس بن مالك"، [يحتمل] (٣) أن يكُون قميصًا واحدًا لبسه أحَدُهم ثم لبسه الآخَر، أي: يتداولانه في اللبس. ويحتمل أنْ يكُون الضّمير في "رأيتُه" يعُود على الجنس؛ فيكُون على كُلّ واحد قميصٌ مِن الحرير. والرؤية بَصَريّة.

و"عليهما" يتعَلّق بحَال، أي: "رأيتُه كائنًا عليهما".


(١) غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).
(٢) انظر: عقود الزبرجد (١/ ٢٢٩)، شرح التسهيل (٢/ ٣٨٢)، (٣/ ٢٢٣)، شرح الكافية الشافية (٢/ ٩٠٦)، شرح الأشموني (٢/ ١٢٣)، أوضح المسالك (٣/ ٧٢).
(٣) غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>