الْفَائِدَةُ الحَادِيَةَ عَشْرَةَ: فَضيلة إقام الصلاة وإيتاء الزكاة؛ تُؤخَذ من الأَمْر بهذا، ثُمَّ بعد ذلك قال سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى:{وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ}، وطاعة اللَّه تعالى ورسوله -صلى اللَّه عليه وسلم- يَدخُل فيها إقامةُ الصلاة، وإيتاءُ الزكاة؛ فالنَّصُّ على بعض أفراد العامِّ يَدُلُّ على العِنَاية به، سواءٌ تَقدَّم الخاصُّ أو تَأخَّر، فمثَلًا:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ}[الحج: ٧٧]، هذا تَقدَّم الخاصُّ على العامِّ، قوله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى:{ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا} وهذا من فِعْل الخَيْر، ثُمَّ قال تعالى:{وَافْعَلُوا الْخَيْرَ}، {تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا}[القدر: ٤]، هذا من باب تَقدُّم العامِّ على الخاصِّ، وسَواءٌ تَقدَّم العامُّ على الخاصِّ، أو تَأخَّر فإنَّه يَدُلُّ على العِناية بالخاصِّ، ولهذا نَصَّ عليه من بين أفراد العامِّ.
الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةَ عَشْرَةَ: وُجوبُ طَاعَةِ اللَّه تعالى ورسوله -صلى اللَّه عليه وسلم-، لقوله تعالى:{وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ}.
الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةَ عَشْرَةَ: أنَّ طاعة الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم-من طاعة اللَّه تعالى؛ للعَطْف بالواو الدالَّة على الاشتِراك، وقد قال اللَّه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى في القُرآن الكريم:{مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ}[النساء: ٨٠].
الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةَ عَشْرَةَ: أن اللَّه عَزَّ وَجَلَّ أَراد بحِكْمته البالِغة أن يُذْهِبَ الرِّجْس عن آل البيت؛ لقوله تعالى:{إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ}.
الْفَائِدَةُ الخَامِسَةَ عَشْرَةَ: أنَّ الخُضوع بالقَوْل وأن تَبرُّج الجاهلية من الرِّجْس، وأنَّ القرار في البُيوت وإقامَ الصلاة وإيتاءَ الزكاة وطاعةَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ ورسوله -صلى اللَّه عليه وسلم -