للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويذوق عسيلتك" ويلزم على هذا أن تنزل المرأة أيضًا، وليس المراد بالعسيلة المني، لما رواه الإمام أحمد والنسائي عن عائشة أن رسول الله قال: "ألا إن العسيلة الجماع" (١) فأما إذا كان الثاني إنما قصده أن يحلَّها للأول، فهذا هو المحلل الذي وردت الأحاديث بذمه ولعنه ومتى صرح بمقصوده في العقد بطل النكاح عند جمهور الأئمة (٢).

ذكر الأحاديث الواردة في ذلك:

(الحديث الأول): عن ابن مسعود . قال الإمام أحمد: حدثنا الفضل بن دكين، حدثنا سفيان، عن أبي قيس، عن الهزيل، عن عبد الله قال: لعن رسول الله : الواشمة والمستوشمة والواصلة والموصولة والمحَلّل له وآكل الربا وموكله. ثم رواه أحمد والترمذي والنسائي من غير وجه عن سفيان وهو الثوري عن أبي قيس واسمه عبد الرحمن بن ثروان الأودي، عن هزيل بن شرحبيل الأودي، عن عبد الله بن مسعود عن النبي به، ثم قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. قال: والعمل على هذا عند أهل العلم من الصحابة منهم عمر وعثمان وابن عمر، وهو قول الفقهاء من التابعين، ويروى ذلك عن علي وابن مسعود وابن عباس (٣).

(طريق أخرى) عن ابن مسعود. قال الإمام أحمد: حدثنا زكريا بن عدي، حدثنا عبيد الله، عن عبد الكريم، عن أبي الواصل، عن ابن مسعود، عن رسول الله قال: "لعن الله المحلّل والمحَلّل له" (٤).

(طريق أخرى) روى الإمام أحمد والنسائي من حديث الأعمش، عن عبد الله بن مرة، عن الحارث الأعور، عن عبد الله بن مسعود، قال: آكل الربا وموكله وشاهداه وكاتبه إذا علموا به، والواصلة والمستوصلة، ولاوي الصدقة والمعتدي فيها، والمرتد على عقبيه إعرابيًا (٥) بعد هجرته، والمحَلِّل والمحَلَّل له، ملعونون على لسان محمد يوم القيامة (٦).

(الحديث الثاني): عن علي . قال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا سفيان، عن جابر، عن الشعبي، عن الحارث، عن علي قال: لعن رسول الله آكل الربا وموكله وشاهديه وكاتبه، والواشمة والمستوشمة للحسن، ومانع الصدقة، والمحَلِّل والمحَلَّل له، وكان ينهى عن النوح (٧).


(١) أخرجه الإمام أحمد (المسند ٤٠/ ٣٨٨ ح ٢٤٣٣١) وفي سنده أبو عبد الملك المكي فيه مقال وتفرد به. ومعناه صحيح.
(٢) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه (المسند ح ٤٢٨٣)، وصححه أحمد شاكر، والألباني (صحيح الجامع الصغير ٥/ ٢٢).
(٣) المسند ٧/ ٣١٤ (ح ٤٢٨٤)، وسنن الترمذي، النكاح، باب ما جاء في المُحِلّ والمحلَّل له (ح ١١٢٠)، وسنن النسائي، الطلاق، باب إحلال المطلقة ثلاثًا ٦/ ١٤٩ وسنده صحيح. وقول الترمذي ورد بنصه في آخر الحديث.
(٤) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه ٧/ ٣٣٤ (ح ٤٣٠٨) وفي سنده أبو الواصل وهو مجهول (تعجيل المنفعة ص ٥٢٧) ويتقوى بما سبق ولحق.
(٥) في الأصل: "أعراضًا" والتصويب من (عف) والتخريج.
(٦) في سنديهما الحارث الأعور: وهو ضعيف (التقريب ص ١٤٧) ويتقوى كسابقه.
(٧) المسند ٢/ ٢٠٧ (ح ٨٤٤) وفي إسناده الحارث الأعور، وجابر هو ابن يزيد الجعفي: ضعيف رافضي =