للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

"إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له".

﴿وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا﴾ قال ابن جريج (١)، عن عطاء: ﴿وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا﴾ أخرجها لها (علِّمناها) (٢).

وقال مجاهد (٣): ﴿وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا﴾ مذابحنا. وروي عن عطاء (٤) أيضًا، وقتادة نحو ذلك.

وقال سعيد بن منصور (٥): حدثنا عتاب بن بشير، عن خصيف، عن مجاهد، قال: قال إبراهيم: ﴿وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا﴾ فأتاه جبرائيل، فأتى به البيت، فقال: ارفع القواعد. فرفع القواعد وأتم البنيان، ثم أخذ بيده فأخرجه فانطلق به إلى الصفا، قال: هذا من شعائر الله. ثم انطلق به إلى المروة، فقال: وهذا من شعائر الله، ثم انطلق به (نحو) (٦) منى، فلما كان من العقبة إذا إبليس قائم عند الشجرة، فقال: كبر وارمه. فكبر ورماه. (ثم انطلق) (٧) إبليس فقام عند الجمرة الوسطى، فلما (حاذى به) (٨) جبريل وإبراهيم قال له: كبر وارمه. فكبر ورماه. فذهب إبليس وكان الخبيث أراد أن يدخل في الحج شيئًا فلم يستطع، فأخذ بيد إبراهيم حتى أتى به المشعر الحرام، فقال: هذا المشعر الحرام. فأخذ بيد إبراهيم حتى أتى به عرفات. قال: قد عرفت ما أريتك؟ قالها: ثلاث مرار. قال: نعم. وروى عن أبي مجلز (٩) وقتادة نحو ذلك. وقال أبو داود الطيالسي (١٠): حدثنا حماد بن


(١) أخرجه ابن جرير (٢٠٦٨)؛ وابن أبي حاتم (١٢٥٩) من طريقين عن حجاج بن محمد، عن ابن جريج. [وسنده حسن].
(٢) في (ج) و (ل) و (ى): "وعلمناها".
(٣) أخرجه ابن جرير (٢٠٦٧)؛ وابن أبي حاتم (١٢٦١) من طرق عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد وهو في "تفسير مجاهد" (ص ٢١٤) من طريق ورقاء، عن ابن أبي نجيح. [وسنده صحيح].
(٤) أخرجه ابن جرير (٢٠٦٦، ٢٠٦٧).
(٥) أخرجه ابن أبي حاتم (١٢٦٢) قال: حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح، ثنا سعيد بن منصور وهذا في "تفسيره" (٢٢٠) قال: حدثنا عتاب بن بشير بهذا الإسناد. وعتاب بن بشير يروى عن خصيف أحاديث مناكير، ولكن تابعه عثمان بن ساج، أخبرنا خصيف بن عبد الرحمن فذكر مثله؛ أخرجه الأزرقي في "أخبار مكة" (١/ ٦٩؛ ٢/ ١٧٥، ١٧٦) قال: حدثني جدي، قال: حدثنا سعيد بن سالم، عن عثمان بن ساج. وسعيد بن سام ذكره ابن حبان في "الثقات" (٦/ ٣٥٥) وذكر له حديثًا في إسناده إليه عبد الوهاب بن الضحاك وهو متروك بل كذبه جماعة. وعثمان بن ساج ترجمه البخاري في "التاريخ الكبير" (٣/ ٢٢٧/٢)؛ وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (٣/ ١/ ١٥٣) ولم يذكرا فيه شيئًا. وخصيف بن عبد الرحمن ضعيف الحديث. قال ابن حبان: "تركه جماعة من أئمتنا" فهذا إسناد ضعيف أو واه.
(٦) في (ك): "إلى".
(٧) في (ل): "فانطلق".
(٨) كذا في "الأصول" وهو الموافق لما في "تفسير سعيد بن منصور"؛ وفي (ز): "جاز له" وفي (ك): "حاذاه".
(٩) ذكره ابن أبي حاتم في "تفسيره" فقال: "روى عن أبي مجلز نحو ذلك غير أنه لم يذكر ذكر القواعد، وعن قتادة نحو ذلك، وزاد فيه: وأراه حلق الرأس".
(١٠) في "مسنده" (٢٦٩٧) بهذا الإسناد.
وأخرجه بطوله: أحمد في "المسند" (١/ ٢٩٧) قال: حدثنا سريج؛ يعني: ابن يونس، ويونس؛ يعني: ابن محمد، والطبراني في "الكبير" (ج ١٠/ رقم ١٠٦٢٨) من طريق حجاج بن منهال والبيهقي في "الشعب" (ج ٣/ رقم ٤٠٧٧) من طريق ابن عائشة، وهو عبيد الله، أربعتهم قالوا: ثنا حماد بن سلمة بهذا الإسناد وعندهم من الزيادة على رواية الطيالسيّ. =