للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ورواه عبد بن حميد، عن (أبي النضر) (١) هاشم بن القاسم، عن أبي جعفر - هو الرازي] (٢).

وقال ابن جرير (٣): حدثني يعقوب بن إبراهيم، حدثنا هشيم، أخبرنا حصين بن عبد الرحمن، عن ابن أبي ليلى في قوله تعالى: ﴿مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ﴾ قال: قالت اليهود للمسلمين: لو أن ميكائيل كان هو الذي ينزل عليكم (لتبعناكم) (٤)؛ فإنه ينزل بالرحمة والغيث، وإن جبريل ينزل بالعذاب والنقمة. فإنه عدو لنا، قال: فنزلت هذه الآية.

حدثنا (٥) يعقوب، حدثنا هشيم، أخبرنا عبد الملك، عن عطاء، بنحوه.

[وقال عبد الرزاق (٦): أخبرنا معمر، عن قتادة، في قوله: ﴿مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ﴾ قال: قالت اليهود: إن جبريل (عدونا) (٧)؛ لأنه ينزل بالشدة والسنة، وإن ميكائيل ينزل بالرخاء والعافية والخصب، فجبريل (عدونا) (٧)؛ فقال الله تعالى: ﴿مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ … ﴾ الآية] (٨).

وأما تفسير الآية فقوله تعالى: ﴿قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ﴾ أي: من عادى جبريل فليعلم أنه الروح الأمين الذي نزل بالذكر الحكيم على قلبك من الله، بإذنه له في ذلك؛ فهو رسول من رسل الله مَلَكيٌّ -، (عليه وعلى سائر إخوانه من الملائكة السلام) (٩) ومن عادى رسولًا فقد عادى جميع الرسل، [كما أن من امن برسول فإنه يلزمه الإيمان بجميع الرسل] (١٠)، وكما أن من كفر برسول فإنه يلزمه الكفر بجميع الرسل؛ كما قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا (١٥٠) أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا (١٥١)[النساء] فحكم عليهم بالكفر المحقق إذ آمنوا ببعض الرسل، وكفروا ببعضهم؛ وكذلك من عادى جبريل فإنه عدو لله؛ لأن جبريل لا ينزل بالأمر من تلقاء نفسه، وإنما ينزل بأمر ربه؛ كما قال: ﴿وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا (٦٤)[مريم] وقال تعالى: ﴿وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (١٩٢) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (١٩٣) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (١٩٤)[الشعراء].

وقد روى البخاري في "صحيحه" (١١)، عن أبي هريرة () (١٢)؛ قال: قال رسول الله : "من عادى لي وليًا فقد بارزني بالحرب".


(١) في (ن): "أبي النظر"!
(٢) ساقط من (ج) و (ز) و (ض) و (ك) و (ل) وثابتة في (ع) و (ن) وكتبها ناسخ (ى) في الحاشية.
(٣) في "تفسيره" (١٦١٥). [وسنده مرسل يتقوى بالمراسيل التالية].
(٤) في (ن): "اتبعناكم".
(٥) أخرجه ابن جرير (١٦١٦) وسنده جيد عن عطاء.
(٦) أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (١/ ٥٢، ٥٣) ومن طريقه ابن جرير (١٦١٢) وسنده صحيح. [لكنه مرسل ويتقوى بالمراسيل السابقة].
(٧) في (ن): "عدو لنا".
(٨) هذه الفقرة مقدمة في (ك) على التي قبلها.
(٩) من (ل).
(١٠) ساقط من (ج) و (ز) و (ض) و (ع) و (ك) و (ل) و (ى).
(١١) في "كتاب الرقاق" (١١/ ٣٤٠، ٣٤١).
(١٢) من (ل).