للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

حكام بن سلمة، حدثنا أبو جعفر الرازي به سواء (١).

وهذه الآية الكريمة هي آية السيف التي قال فيها الضحاك بن مزاحم: إنها نسخت كلَّ عهد بين النبي وبين أحد من المشركين وكلَّ عقد وكلَّ مدة (٢).

وقال العوفي، عن ابن عباس في هذه الآية: لم يبقَ لأحد من المشركين عهد ولا ذمَّة منذ نزلت براءة، وانسلاخ الأشهر الحرم ومدة من كان له عهد من المشركين قبل أن تنزل براءة أربعة أشهر، من يوم أذن ببراءة إلى عشر من أول شهر ربيع الآخر (٣).

وقال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس في هذه الآية قال: أمره الله تعالى أن يضع السيف فيمن عاهد إن لم يدخلوا في الإسلام، ونقض ما كان سمي لهم من العهد والميثاق، وأذهب الشرط الأول (٤).

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري قال: قال سفيان بن عيينة: قال علي بن أبي طالب: بعث النبي بأربعة أسياف سيف فى المشركين من العرب، قال الله تعالى: ﴿فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ﴾ (٥) هكذا رواه مختصرًا.

وأظن أن السيف الثاني هو: قتال أهل الكتاب لقوله تعالى: ﴿قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ (٢٩)[التوبة].

والسيف الثالث: قتال المنافقين في قوله: ﴿يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ﴾ الآية [التوبة: ٧٣].

والرابع: قتال الباغين في قوله تعالى: ﴿وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ﴾ [الحجرات: ٩].

ثم اختلف المفسرون في آية السيف هذه: فقال الضحاك والسدي هي منسوخة بقوله تعالى: ﴿فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً﴾ [محمد: ٤] (٦).

وقال قتادة، بالعكس (٧).

﴿وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ (٦)﴾.

يقول تعالى لنبيه صلوات الله وسلامه عليه: ﴿وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ الذين أمرتك بقتالهم


(١) تعظيم قدر الصلاة (ح ١).
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم بسند ضعيف من طريق جويبر عن الضحاك.
(٣) أخرجه ابن أبي حاتم بسند ضعيف من طريق العوفي به مختصرًا.
(٤) أخرجه ابن أبي حاتم بسند ثابت من طريق علي به.
(٥) أخرجه ابن أبي حاتم بسنده ومتنه، وسنده ضعيف للانقطاع الكبير بين سفيان وعلي .
(٦) قول الضحاك أخرجه الطبري بسند ضعيف من طريق جويبر عنه، وقول السدي أخرجه ابن أبي حاتم والطبري بسند حسن من طريق سفيان عنه.
(٧) أخرجه ابن الجوزي بسند حسن من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة: ﴿فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً﴾ [محمد: ٤] قال: نُسخ ذلك في براءة ﴿فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ … ﴾ [التوبة: ٥] (نواسخ القرآن ص ٤٦٧).