للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ثلاثًا، ثم قال: سمعت رسول الله يقول: "خلق الله ﷿ ألف أمة منها ستمائة في البحر وأربعمائة في البر وأول شيء يهلك من هذه الأمم الجراد فإذا هلكت تتابعت مثل النظام إذا قطع سلكه" (١).

وقوله: ﴿ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ﴾ قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو سعيد الأشج، حدثنا أبو نعيم، حدثنا سفيان، عن أبيه، عن عكرمة، عن ابن عباس في قوله: ﴿ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ﴾ قال: حشرها الموت (٢)، وكذا رواه ابن جرير من طريق إسرائيل، عن سعيد بن مسروق، عن عكرمة عن ابن عباس، قال: موت البهائم حشرها، وكذا رواه العوفي عنه (٣)، قال ابن أبي حاتم: وروي عن مجاهد والضحاك مثله (٤).

(والقول الثاني): إن حشرها هو يوم بعثها يوم القيامة، لقوله: ﴿وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ (٥)[التكوير: ٥] وقال الإمام أحمد: حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن سليمان، عن منذر الثوري، عن أشياخ لهم، عن أبي ذر، أن رسول الله رأى شاتين تنتطحان، فقال: "يا أبا ذر هل تدري فيم تنتطحان؟ " قال: لا، قال: "لكن الله يدري وسيقضي بينهما" (٥) ورواه عبد الرزاق، عن معمر، عن الأعمش، عمن ذكره، عن أبي ذر، قال: بينا نحن عند رسول الله ، إذ انتطحت عنزان، فقال رسول الله : "أتدرون فيم انتطحتا؟ " قالوا: لا ندري، قال: "لكن الله يدري وسيقضي بينهما" رواه ابن جرير (٦)، ثم رواه من طريق منذر الثوري، عن أبي ذر، فذكره، وزاد: قال أبو ذر: ولقد تركنا رسول الله وما يقلب طائر جناحيه في السماء، إلا ذكر لنا منه علمًا.

وقال عبد الله بن الإمام أحمد في مسند أبيه: حدثني عباس بن محمد، وأبو يحيى البزار، قالا: حدثنا [حجاج بن نُصير] (٧) حدثنا شعبة، عن العوام بن مُزاحم من بني قيس بن ثعلبة، عن أبي عثمان النهدي، عن عثمان ، أن رسول الله قال: "إن الجماء لتقتص من القرناء يوم القيامة" (٨).

وقال عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن جعفر بن برقان، عن يزيد بن الأصم، عن أبي هريرة، في قوله: ﴿إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ﴾ قال: يحشر الخلق كلهم يوم القيامة، البهائم والدواب والطير وكل شيء، فيبلغ من عدل الله يومئذٍ، أن يأخذ للجماء من القرناء، ثم يقول كوني ترابًا، فلذلك يقول الكافر ﴿يَالَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا﴾ [النبأ: ٤٠] (٩) وقد روي هذا مرفوعًا في حديث الصور.


(١) ضعفه الحافظ ابن كثير (البداية والنهاية ١/ ٣٠)، وذكره ابن الجوزي في الموضوعات (٣/ ١٣).
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم بسنده ومتنه، وسنده صحيح.
(٣) أخرجه الطبري من الطريقين، وطريق عكرمة يقوي طريق العوفي.
(٤) ذكرهما ابن أبي حاتم بحذف السند.
(٥) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه وحسنه محققوهُ بالمتابعة (المسند ٣٥/ ٣٤٥ ح ٢١٤٣٨).
(٦) أخرجه عبد الرزاق بسنده ومتنه، وأخرجه الطبري من طريق عبد الرزاق به.
(٧) كذا في المسند، وفي الأصل: و (مح) و (حم) و (عش): حجاج بن نصر، وحجاج بن نصير مترجم في "التقريب" وهو ضعيف.
(٨) أخرجه عبد الله في زوائده على المسند بسنده ومتنه، وقال محققوه: حسن لغيره (المسند ١/ ٥٤٢ ح ٥٢٠).
(٩) أخرجه عبد الرزاق بسنده ومتنه، وسنده صحيح.