وربما يعترض معترض علينا في عدم اعتبار ذكر ابن حبان لراوٍ تفرَّد عنه الواحد والاثنان في "الثقات"، فنقول: إن ابن حبان ذكر في "الثقات"، كل من لم يعرف بجرح، وإن كان لا يعرفه، وهذا لا يدل على توثيق أصلًا.
فقد قال في "الثقات" مثلًا: "سلمة، يروي عن ابن عمر، روى عنه سعيد بن سلمة، لا أدري من هو، ولا ابن من هو"!!
وقال في موضع آخر:"جميل، شيخ يروي عن أبي المليح بن أسامة، روى عنه عبد الله بن عون، لا أدري من هو، ولا ابن من هو".
وقال في ترجمة الحسن بن مسلم الهذلي:"يروي عن مكحول، روى عن شعبة، إن لم يكن ابن عمران فلا أدري من هو". [البحوث في المصطلح (٢٨٨، ٢٨٩) شبكة].
وقد قام الشيخ أبو الحسن السليماني - حفظه الله تعالى - بدراسة موسعة حول كتاب "الثقات" في كتابه "إتحاف النبيل"(٢/ ١٧ - ٢٨) أوردها بتمامها لما فيها من فوائد جمة:
قال - حفظه الله -: "الذي ينظر في كتاب "الثقات" يجد أن من ذكرهم ابن حبان ليسوا على درجة واحدة، بل هم أصناف كثيرة، وهاك تفصيل ذلك: