كتاب رياض النفوس في طبقات علماء القيروان وإفريقية

ولولا القيروان وساكنوها ... لغاب (٢٥٤) طعامهم والمخّ (٢٥٥) رير

٣٥ كأنّ القيروان وهم عراة ... حفاة، محشر فيه المصير

فهل للقيروان وساكنيها ... عديل حين يفتخر الفخور؟

عراق الشرق بغداذ وهذي ... عراق الغرب بينهما كثير

ولست أقيس بغداذا (٢٥٦) إليها ... وكيف تقاس بالسنّة الشهور؟

بلاد تقصف العظماء (٢٥٧) قصفا ... إذا ما رامها منهم غدور

٤٠ بلاد خطّها أصحاب بدر ... وتلك اختطّ‍ ساحتها أمير

بناها المستجاب وقد دعا في ... جوانبها دعاء لا يبور

بناها كلّ بدريّ كريم ... كأنّ صفاح أوجههم (٢٥٨) بدور

هم صلّوا بمسجدها براحا ... وليس له جدار مستدير

وهم وضعوا له أسسا (٢٥٩) ... [وساسا] (٢٦٠) فقدّست المواضع والصخور

٤٥ وقادهم الأذان إليه حتى ... أضاء لهم (٢٦١) من المحراب نور (٢٦٢)

ولم يسبقهم ملك ظلوم ... لتأسيس ولا ملك كفور

وأصحاب النبيّ له بناة ... فلا عصيان فيه (٢٦٣) ولا فجور

أقاموا شطر قبلتها سويّا ... إلى البيت العتيق فلم يجوروا

(٢٥٤) في الأصلين: لبات. والمثبت قراءة «شعراء افريقيون»
(٢٥٥) في «شعراء افريقيون»: والمح، بالحاء المهملة، وفي المعجم الوسيط‍ (رير): يقال مخ رير: فاسد ذائب من الهزال.
(٢٥٦) في الأصلين: بغداد-بالرفع-والتصويب من المعالم. وقد رأينا أن الأولى إعجام الدال الثانية من «بغداد» اقتداء برسم القدامى.
(٢٥٧) في (ب): العلماء
(٢٥٨) في «شعراء افريقيون»: صفا وجوههم. ورواية الأصلين معاضدة برواية المعالم. وصفح الوجه: عرضه. جمع صفاح وأصفاح (المعجم الوسيط‍: صفح).
(٢٥٩) في الأصلين: أساسا. وفي «شعراء افريقيون»: أسّا. والمثبت من المعالم.
(٢٦٠) زيادة من المعالم. وفي «شعراء افريقيون»: متينا.
(٢٦١) في (ق): أضاء لها. وفي «شعراء افريقيون»: اضاءهم والمثبت من (ب) والمعالم.
(٢٦٢) تحدّث المالكي في مقدمة الجزء الأول ص: ١٠ - ١٣ بتفصيل عمّا أجمله هذا البيت وما قبله.
(٢٦٣) في المعالم: ثمّ.