للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

الشريعة. لقد دخل النّعمان إلى الجامع وهو جالس في حلقته، وإنسان يقرأ عليه، فقالوا له-أصلحك الله تعالى-: النعمان (٧٧) دخل من (الباب) (٧٨)، فقال للذي يقرأ بين يديه: ارجع، ورفع صوته وهو يقول: اُدْخُلُوا أَبْاابَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (٧٩) فتخيّل النعمان في مشيته، فلما أراد الخروج قالوا له-أصلحك الله تعالى-: ها هو ذا خارج، فقال للذي يقرأ بين يديه: مالك [ارجع] (٨٠) اعرف ما [تقول و] (٨٠) تقرأ، ورفع صوته وهو يقول: وَإِذا جاؤُكُمْ قالُوا آمَنّا وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُوا بِهِ (٨١).

فدهش النعمان وعثر في (٨٢) حصير من (٨٣) (حصر) (٧٨) الجامع ووقع (٨٤) على وجهه.

وقام من سقطته وهو مدهوش (٨٥)، وأمر بخياطة حصر الجامع فمن ذلك اليوم خيطت حصر الجامع.

وحقد عليه النعمان فأمر بطلبه، وسجنه في حبس «الزيادية» (٨٦) مدّة، فكان إذا قرأ في السجن اجتمع الناس في الأزقة خارج (٨٧) [السجن] (٨٨)، فخاف النعمان


(٧٧) هو النعمان بن محمد بن حيون، أبو حنيفة المغربي، القيرواني، فقيه وأديب ومؤرخ شيعي. كان يتولى للفاطميين مدّة المنصور والمعز خطة داعي الدعاة وقاضي القضاة. له تآليف مهمّة في فقه الطائفة الامامية الاسماعيلية وأخبار أئمتها وتطور دعوتها. توفي بالقاهرة سنة ٣٦٣.ينظر عنه: م. ك. حسين: تقديم كتاب «الهمة» ص (٥ - ١٧)
(٧٨) سقطت من (ب).
(٧٩) سورة الزمر آية ٧٢.
(٨٠) زيادة من (ب).
(٨١) سورة المائدة آية ٦١.
(٨٢) في الأصلين: على. والصواب ما أثبتناه.
(٨٣) في (ب): في
(٨٤) في (ب): فوقع.
(٨٥) في المصباح (دهش): يقال دهشه خطب دهشا فهو مدهوش.
(٨٦) موضع بالقيروان اشتهر بالمسجد الجامع الذي أقامه فيه المقرئ محمد بن عمر بن خيرون الأندلسي سنة ٢٥٥ هـ‍.معجم البلدان (مادة زيادية).
(٨٧) في الأصلين: من خارج. وقد رأينا الاستغناء عن حرف الجر «من»
(٨٨) زيادة للسياق.