للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وقال أبو بكر بن دُرَيد: كلُّ كلمة وَعَظتك وزَجَرتك، أو دعتك إلى مَكْرَمَة، أو نَهَتك عن قبيح، فهي حكمة، وحُكْمٌ، ومنه قول النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "إن من الشعر حِكْمَةً" (١)، وفي بعض الروايات: "حُكْمًا" (٢).

وقال القاري: أراد بالحكمة الفقه في الدين، وقيل: كلّ كلمة صالحة تمنع صاحبها عن الوقوع في الْهَلَكَة، ولَمّا كانت قلوبهم معادن الإيمان، وينابيع الحكمة، وكانت الخصلتان منتهى هممهم، نُسِب الإيمان والحكمة إلى معادن نفوسهم، ومساقط رؤوسهم نسبةَ الشيء إلى مقرّه. انتهى (٣)، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.

مسألتان تتعلّقان بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - هذا متّفقٌ عليه.

(المسألة الثانية): في بيان تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا في "الإيمان" [٢٣/ ١٩٠ و ١٩١ و ١٩٢ و ١٩٣ و ١٩٤ و ١٩٥ و ١٩٦ و ١٩٧ و ١٩٨ و ١٩٩ و ٢٠٠] (٥٢)، و (البخاريّ) في "بدء الخلق" (٣٣٠١)، و"المناقب" (٣٤٩٩)، و"المغازي" (٤٣٨٨ و ٤٣٨٩ و ٤٣٩٠)، و (عبد الرزاق) في "مصنّفه" (١٩٨٨٨)، و (الحميديّ) في "مسنده" (١٠٤٩)، و (أحمد) في "مسنده" (٢/ ٢٣٥ و ٢٦٧ و ٢٧٧ و ٤٧٤ و ٤٨٨ و ٥٤١)، وفي "الفضائل" (١٦١٨ و ١٦٥٦)، و (أبو عوانة) في "مسنده" (١٦٣ و ١٦٤ و ١٦٥ و ١٦٦ و ١٦٧)، و (أبو نعيم) في "المستخرج" (١٧٩ و ١٨٠ و ١٨١ و ١٨٢ و ١٨٣ و ١٨٤ و ١٨٥ و ١٨٦)، و (ابن حبّان) في "صحيحه" (٥٧٤٤ و ٧٢٩٧ و ٧٢٩٩ و ٧٣٠٠)، والله تعالى أعلم.

وفوائد الحديث تقدّمت في حديث أبي مسعود - رضي الله عنه - الماضي، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا ونعم الوكيل.

وبالسند المتّصل إلى الإمام مسلم بن الحجاج رحمه الله تعالى المذكور أولَ الكتاب قال:


(١) رواه البخاريّ ١٠/ ٤٤٥ - ٤٤٦، وأبو داود (٥٠١٠).
(٢) رواه الترمذيّ (٢٨٤٨)، وأبو داود (٥٠١١).
(٣) "المرقاة" ١٠/ ٦٣٦.