للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

أن أتصدق بمائة دينار، وكذلك قال سلمان الفارسيّ وغيره من الصحابة والتابعين: إن الذكر أفضل من الصدقة بعدده من المال.

وخرّج الإمام أحمد، والنسائيّ من حديث أم هانئ -رضي اللَّه عنها- أن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال لها: "سبّحي اللَّه مائة تسبيحة، فإنها تعدل مائة رقبة من ولد إسماعيل، واحمدي اللَّه مائة تحميدة، فإنها تعدل لك مائة فرس مُلْجَمة مُسْرَجة تَحملين عليهن في سبيل اللَّه، وكبّري اللَّه مائة تكبيرة، فإنها تعدل مائة بدنة مُقَلّدة متقبلة، وهلّلي اللَّه مائة تهليلة، لا أحسبه إلا قال: تملأ ما بين السماء والأرض، ولا يرفع يومئذ لأحد مثل عملك، إلا أن يأتي بمثل ما أتيت" (١).

وخرّجه أحمد أيضًا، وابن ماجه، وعندهما: "وقولي: لا إله إلا اللَّه، مائة مرة لا تَذَرُ ذنبًا، ولا يسبقها العمل".

وخرّجه الترمذيّ من حديث عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدّه، عن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- بنحوه، وقال: هذا حديث حسنٌ غريب.

وخرّج الطبرانيّ من حديث ابن عباس مرفوعًا قال: "ما من صدقة أفضل من ذكر اللَّه عزَّ وجلَّ" (٢).

وخرّج الفريابيّ بإسناد فيه نظرٌ، عن أبي أمامة مرفوعًا: "ومن فاته الليل أن يكابده، ويبخل بماله أن ينفقه، وجَبُن عن العدو أن يقاتله، فليكثر من سبحان اللَّه وبحمده، فإنها أحبّ إلى اللَّه عزَّ وجلَّ من جبل ذهب، أو جبل فضة، ينفقه في سبيل اللَّه عزَّ وجلَّ".

وخرّج البزار بإسناد مقارب، من حديث ابن عباس مرفوعًا، قال في حديثه: "فليكثر ذكر اللَّه"، ولم يزد على ذلك، وفي المعنى أحاديث أخر متعددة. انتهى كلام ابن رجب -رَحِمَهُ اللَّهُ- في "جامع العلوم والحكم" (٣).

وقال في "شرح البخاريّ": ولا يعارض هذا -يعني ما سبق من تفضيل


(١) حديث حسنٌ، انظر: "السلسلة الصحيحة" للشيخ الألبانيّ ٣/ ٣٠٢.
(٢) أخرجه الطبرانيّ في "الأوسط"، قال الهيثميّ: ورجاله وُثّقوا. انتهى. "مجمع الزوائد" ١٠/ ٧٧.
(٣) "جامع العلوم والحكم" ٢/ ٤٩ - ٥٢.