٣ - (زَائِدَةُ) بن قُدامة الثقفيّ، أبو الصّلْت الكوفيّ، ثقةٌ ثبتٌ سنّيٌّ [٧](ت ١٦٠) وقيل: بعدها (ع) تقدم في "المقدمة" ٦/ ٥٣.
٤ - (سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ) الذُّهليّ البكريّ، أبو المغيرة الكوفيّ، صدوقٌ، إلا في روايته عن عكرمة فمضطربٌ [٤](ت ١٢٣)(خت م ٤) تقدم في "الإيمان" ٦٤/ ٣٦٥.
والصحابيّ تقدّم في الباب الماضي.
شرح الحديث:
(عَنْ جَابرِ بْنِ سَمُرَةَ) الصحابيّ ابن الصحابيّ -رضي اللَّه عنهما-، أنه (قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- كَانَ يَقْرَأُ) قال الطيبيّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: "كان" في مثل هذه الأحاديث ليست بمعنى الاستمرار، كما في قوله تعالى:{وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا}[الإسراء: ١١]، بل هي للحالة المتجدّدة، كما في قوله تعالى:{كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا}[مريم: ٢٩]. انتهى (١).
قال الجامع عفا اللَّه عنه: الغالب في استعمال "كان" للاستمرار والدوام، لكنها تخرج عن ذلك حسبما يقتضيه المقام، كما في هاتين الآيتين، وكما في أحاديث القراءة هنا، فإنها ليست للدوام، بدليل الأدلة الأخرى التي تبيّن أنه -صلى اللَّه عليه وسلم- كان يقرأ غيرها من السور في تلك الصلوات، فتنبّه، واللَّه تعالى أعلم.
(فِي الْفَجْرِ) أي صلاة الفجر (بـ {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ (١)}) يَحْتَمل أن يكون قرأها في ركعة، أو في ركعتين (وَكَانَ) وفي نسخة: "وكانت"(صَلَاتُهُ) -صلى اللَّه عليه وسلم- (بَعْدُ) من الظروف المبنيّة على الضمّ؛ لقطعها عن الإضافة لفظًا، ونيّة معناها؛ أي بعد ذلك (تَخْفِيفًا) الظاهر أن البعديّة للوقت الذي كان يقرأ فيه بالسورة المذكورة؛ أي كان -صلى اللَّه عليه وسلم- بعد ذلك الوقت يُخفّف صلاته، فلا يقرأ مثل هذه السورة، بل كان يقرأ بأقلّ منها.
ويَحْتَمِل أن يكون المراد بالبعديّة بعديّة القراءة، من الركوع والسجود ونحو ذلك؛ أي فكان ركوع النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- وسجوده أخفّ من قراءته، والأول أظهر، واللَّه تعالى أعلم.